مثقال فوضعها فيه تعظيما لها». ا.ه. ولا يخفى أن بني العباس لم يكن عندهم غير بردة واحدة أحرقها هلاكو سواء كانت بردة كعب أو بردة أيلة، والذي ظنه المؤلف لا يتجه إلا بتقدير جمعهم بين البردتين وانتقال الأيلية إلى بني عثمان بعد إحراق هلاكو للكعبية، وهو شيء لم يقل به ولم ينقله فيما نقله من الأقوال حتى يصح له بناء ظنه عليه، وسيأتي الكلام على ما كان عند بني عثمان من الآثار في فصل خاص.
هوامش
المنبر والسرير والخاتم والعمامة والسيف
تقدم في مدائح الشعراء للخلفاء العباسيين ذكر آثار نبوية كانت في حيازتهم غير القضيب والبردة، وهي المنبر والسرير والخاتم والعمامة والسيف. وإلى القراء الكرام ما وقفنا عليه وما ظهر لنا فيها:
أما المنبر:
فالثابت المحقق أن منبره
صلى الله عليه وسلم
الذي كان يخطب عليه لم ينقل من مسجده، وإنما كان معاوية (رضي الله عنه) أراد نقله إلى الشام، وكتب بذلك إلى مروان بن الحكم عامله بالمدينة، فلما اقتلعه كثر لغط الناس فخشي الفتنة وزاد فيه درجا ورده، وقال: إنما اقتلعته لأزيد فيه، فبقى في مكانه حتى احترق باحتراق المسجد سنة 654، فالمراد أن بني العباس ورثوه وهو في مكانه لا لأنه نقل إليهم بالعراق كغيره من الآثار التي نقلت إليهم، وقد كان لاحتراق هذا الأثر النبوي وقع أليم في نفوس المسلمين ولاسيما عند ساكني المدينة وزائريها لما فاتهم من لمس رمانته التي كان
صلى الله عليه وسلم
يضع يده المباركة عليها ولمس موضع قدميه الشريفتين.
نامعلوم صفحہ