اسلامی و تاریخی آثار حلب میں
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
اصناف
ففي عهد السلاجقة غدت حلب، بسبب وقوعها على تخوم بلاد الرافدين، مركز سياستهم في الشرق، كما غدت مركز الدعاية ضد الدولة الفاطمية المتشيعة، وفيها أسست أول مدرسة سورية.
وفي نهاية القرن السادس للهجرة (الثاني عشر الميلادي) ابتدأت نهضة المدينة، على الرغم من الغزو التتري الكاسح في سنة 658ه/1260م، ذلك الغزو الذي خلفها خرابا مدة ربع قرن، فإنها استمرت في نهضتها قدما.
ومنذ هذا العهد صارت حلب مركز القيادة الحربية لحماية حدود الإمبراطورية الشامية-المصرية ضد الصليبيين، حكام أنطاكية، ثم ضد كافة الغزاة القادمين من المشرق ومن قليقية، فقد صارت عاصمة المملكة فترة ما، ثم استقلت وغدت إمارة مهمة، وقد كان ملوكها وأمراؤها لا يفتئون يشيدون فيها العمائر الدينية.
لقد غدت حلب، وبخاصة بعد أن احتل الصليبيون أنطاكية وبعد أن دمرها - أي أنطاكية - الظاهر بيبرس ؛ المركز التجاري الإسلامي لتجارات إيران والهند، كما غدت الثغر الإسلامي الثاني بعد القسطنطينية وأزمير، واشتهرت أسواقها وخاناتها بعظمها وتعددها، وهكذا صارت حلب تحتوي على عدد عظيم من الأبنية الدينية، والعمائر المدنية، التي تتكون منها مجموعة لا تقدر لدراسة تاريخ الحياة الاجتماعية في الشرق الإسلامي.
مزايا آثار حلب
إن مزايا آثار حلب تنقسم إلى قسمين: مزايا علمية، ومزايا فنية. أما المزايا العلمية فهي: أن آثار حلب تنتظم مجموعة متناسقة من الأبنية، لها طابع خاص، قليل التأثر بالعناصر الخارجية، مشارك لبعض العناصر المعمارية الجميلة التي تظهر على كنائس منطقة أنطاكية ذات الطابع السوري، مما يمكن للإسلام أن يستسيغه بعد التحوير الضروري الذي أذهب بعض رونقها، ولكنها مع ذلك ظلت جميلة.
ولقد كان للمزايا العلمية المعمارية التي تتجلى في آثار مدرسة حلب المعمارية، تأثير كبير على الأبنية الإسلامية في سورية كلها بسبب طابعها البارز، وبسبب بنائيها البارعين. ولقد كان لها تأثير واضح حتى على الفن المعماري المصري، على الرغم من ضآلة ذلك التأثير؛ فلا شك في أنه بوساطتها انتقلت إلى القاهرة بعض المؤثرات المعمارية المعروفة في بلاد الرافدين، وأرمينية، وهضبة الأناضول (مثل طرز البناء النخروبي ذي المتدليات)، كما أنه بوساطتها انتقل إلى البلاد الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد العصر السلجوقي؛ طراز بناء «المدرسة» وطريقة «الكتابة النسخية» على المعاهد، فإن في حلب اليوم آثارا ل «كتابات نسخية» هي من أقدم الكتابات في العالم الإسلامي (في المدرسة المقدمية)، و«كتابة كوفية» هي من أقدم الكتابات المعروفة (على منارة الجامع الأموي).
ومن جهة ثانية، إن آثارها تجعلنا نرى، بجلاء ودقة وتسلسل، مقدار الإتقان المعماري، وتطور الأفكار الدينية، والإدراك الفني، والتنظيم التجاري والصناعي في سورية الإسلامية.
وأما «المزايا الفنية»: فتكاد تكون مزايا الجمال الفني مفقودة في الأغلب؛ وذلك لأن الآثار الإسلامية - وبخاصة في حلب - هي كما قلت في مكان آخر: «كانت تشيد بوحي عليه مسحة دينية، ولكنه مصنوع بحساب ودقة وفطانة، ولئن خلا من الفخامة والإغراب، فإنه يشتمل على الاتساق والبساطة. وكان الفنان المسلم يفتش عن «السطر» قبل أن يفتش عن «اللون»، كما يفتش عن «المنطق» قبل أن يفتش عن «النقش»، وعن «الوضوح» قبل «اللمعان».»
4
نامعلوم صفحہ