اسلامی و تاریخی آثار حلب میں
الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب
اصناف
صلى الله عليه وسلم
ففتشوا فوجدوا قبرا فبنوا عليه هذا المشهد، وجعلوا عليه ضريحا، ثم دثر فجددته نيلوفر عتيقة الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر، ولما توفي معتقها المذكور سنة 622ه انقطعت إليه، وقامت بأود من يرد عليه من الزوار في كل وقت ... إلى أن استولت التتر فتشعث بناؤه بعبثهم.»
قلت: أدركت هذا المشهد صغيرا جدا وله خارج الضريح قبلية صغيرة وليس له وقف فيما أعلم، فلما ولي نيابة حلب الأمير سيف الدين قصروه التمرازي منتقلا إليها من نيابة طرابلس في سنة 830 شرع بعد إقامته قليلا في توسيع هذا المشهد، وبناه بالحجارة الكبار وعقد على الضريح قبة ووسع الصحن وجعل شماليه إيوانا ذا شبابيك مطلة إلى جهة الشمال، ولما توفيت ابنته، وكانت مخطوبة، دفنها إلى يمنة الداخل بالقرب من الباب، ثم عقد عليها قبة، وكان قد مات له ولد صغير عزيز عنده يسمى يونس فدفنه بالقبة التي فيها ضريح الأنصاري، ثم ندم على ذلك، فلما توفيت ابنته المذكورة دفنها بالقرب من باب المشهد وعقد عليها القبة التي ذكرنا، وجعل لها شباكين كبيرين: أحدهما ينظر إلى الشرق ويشرف على المدينة، والآخر ينظر إلى جهة الشمال ... وهذا المشهد اليوم مشهور بمشهد سعيد الأنصاري.
وقال ابن الشحنة: «ولا أعلم المستند في ذلك إلا أن يكون الاشتباه بأن الجبل الذي تجاه هذا الجبل من جهة الشرق والقبلة يقال إن فيه سعيدا الأنصاري ...»
75
ولما تولى حلب أزدمر بن مزيد في سنة 899 بنى تربة بجوار مشهد الأنصاري لما ماتت زوجته السيدة سورباي ودفنها هناك، وتعرف هذه التربة عند أهل الأنصاري بالجامع الجديد، وهو بناء له إيوان كبير عال بحجارة ضخمة تحيط به قبتان عاليتان، في اليمنى منهما قبران أحدهما قبر السيدة سورباي، وفي جانب البناء منارة متهدمة. وهذا البناء مشرف على السقوط. وعلى باب التربة من الداخل «الحمد لله هذه تربة الست المصونة جهة مولانا ملك الأمراء السيفي أزدمر كافل (2) المملكة الحلبية المحروسة أعز الله نصره بتاريخ شهر ربيع سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.» ومن خارج التربة «أنشأ هذه التربة المباركة أيام الملك الأشرف السيفي أزدمر مولانا ملك (2) الأمراء بحلب المحروسة عز نصره بتاريخ ثلاث وتسعين وثمانمائة.»
وقد كتب على باب مشهد الأنصاري من داخل القبة «أنشأ هذا المكان المبارك المقر الأشرف العالي المالكي المخدومي السيفي قصروه (2) الأشرفي كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره بمحمد وآله.» وعلى الجدار الجنوبي من القبة خارجها «بسملة أنشأ هذا المكان المبارك في أيام مولانا الظاهر الملك الأشرف خلد الله ملكه المقر الأشرف العالي المولوي المالكي المخدومي ركن الإسلام والمسلمين كهف الفقراء والمساكين زعيم جيوش (2) الموحدين سيف أمير المؤمنين السيفي قصروه مولانا ملك الأمراء كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره وجعل الوقف على هذا المكان المبارك ابتغاء لوجه الله تعالى نصف قرية الياروقية جوار المكان (3) المبارك ومن الجبول كل يوم ثلاثة دراهم من الملح تقبله الله تعالى بتاريخ سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.» وعلى الباب الثاني كتابة قد محي بعضها يفهم منها أن البناء كان سنة ثلاثين وثمانمائة. وقبل ذلك ذكر اسم الملك الأشرف برسباي. وإلى جانب القبة الكبيرة قبة أصغر كتب في أعلاها من الجنوب ما نصه «بسملة أمر بإنشاء هذه التربة المباركة المقر الأشرف الأميري الكبيري المخدومي السيفي مصرباي الأشرفي النائب بالقلعة (2) المعمورة بحلب أعز الله أنصاره. ومن قبر أحدا يكون خصمه محمد يوم القيامة إلا بإذن بانيها بتاريخ سابع عشرين ذي القعدة سنة إحدى وتسعماية.»
وعلى باب مشهد الأنصاري حجر كتب عليه «أنشأ هذه العمارة المباركة مولانا ملك الأمراء المقر الأشرف (2) السيفي أبي خانك المؤيدي الظاهري كافل المملكة الحلبية أعزه الله (3) بتاريخ جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة من الهجرة.»
وقد تشعثت قبة القبر في السنوات الأخيرة. وفي سنة 1342ه فرش الطريق إلى محلة الأنصاري، وأخذ الناس يبنون القصور في تلك المنطقة وامتد العمران بينها وبين حلب، والقبر قد درس منذ بعيد.
ويقول الشيخ الطباخ في إعلام النبلاء (3: 25): «أما القبر فقد درس من أربعين سنة حينما فرشت الحجرة التي فيها الضريح بالرخام، غير أن ألواح هذا القبر لم تزل موجودة في طرف المشهد وهي من المرمر، وعلى حجرين منه اسم يونس هذا، وعلى حجرين آخرين كانا موضوعين في طرفي القبر هذان البيتان:
نامعلوم صفحہ