الدَّلِيْلُ الرَّابِعُ) بَعْضُ الأَحَادِيْثِ الَّتِيْ يُسْتَدَلُّ بِهَا:
١) (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا أُبْلِغْتُهُ). مَوْضُوْعٌ. (١)
٢) (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) (٢).
وَلَكِنْ مَعْنَاهُ مَنْ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، لِذَلِكَ بَوَّبَ عَلَيْهِ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ (٣): - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَلْقِيْنِ المَرِيْضِ عِنْدَ المَوْتِ وَالدُّعَاءِ لَهُ - فَقَالَ ﵀: (مَعْنَاهُ مَنْ حَضَرَهُ المَوْتُ؛ ذَكِّرُوهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ لِيَكُوْنَ آخِرَ كَلَامِهِ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ (مَنْ كانَ آخِرَ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله؛ دَخَلَ الجَنَّةَ). (٤)
٣) حَدِيْثُ (مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ؛ إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ ﵇ ضَعِيْفٌ. (٥)
٤) حَدِيْثُ (كَانَتِ امْرَأَةٌ بِالمَدِيْنَةِ تَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَتْ؛ فَلَمْ يَعْلَمْ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فَمَرَّ عَلَى قَبْرِهَا فَقَالَ: (مَا هَذَا القَبْرُ؟) فَقَالُوا: أُمُّ مِحْجَنٍ، قَالَ: (الَّتِي كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ؟) قَالُوا: نَعَمْ، فَصَفَّ النَّاسَ؛ فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: (أَيَّ العَمَلِ وَجَدْتِ أَفْضَلَ؟) قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَتَسْمَعُ؟ قَالَ: (مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهَا)، فَذَكَرَ أَنَّهَا أَجَابَتْهُ: قَمَّ المَسْجِدِ). ضَعِيْفٌ مَعْضَلٌ. (٦)
٥) حَدِيْثُ (مَرَّ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ حِيْنَ رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ؛ فَوَقَفَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (أَشْهَدُ أنَّكُم أَحْيَاءُ عِنْدَ الله، فَزُورُوهُم وَسَلِّمُوا عَلَيْهِم، فَوَ الَّذِيْ نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِم أَحَدٌ إِلَّا رَدَّوا عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ). (٧)
(١) المَوْضُوْعَاتُ لِابْنِ الجَوْزِيِّ (٣٠٣/ ١).
قُلْتُ: وَبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ بَنَى عَلَيْهِ جَوَازَ سَمَاعِ المَيِّتِ، وَلَكِنَّهُ بَقِيَ مُقَيَّدًا عِنْدَهُ بِأَمْرَيْنِ:
الأَوَّلُ: أَنَّ الأَصْلَ أَنَّهُم لَا يَسْمَعُوْنَ - لِعُمُوْمِ الآيَاتِ مَوْضُوْعِ البَحْثِ -، وَهَذَا السَّمَاعُ هُوَ مِمَّا جُعِلَ تَحْتَ المَشِيْئَةِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ﴾.
الثَّانِي: السَّمَاعُ لِمَنْ كَانَ عِنْدَ القَبْرِ، وَلَيْسَ مُطلقًا نَائِيًا عَنْهُ كَمَا فِي الأَثَرِ، وَقَدْ عَلِمْتَ كَوْنَهُ مَوْضُوْعًا.
(٢) رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٩١٦) عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ مَرْفُوْعًا.
(٣) (٢١٩/ ٦).
(٤) وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيْحِهِ (٣٠٠٤) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِتَمَامِهِ مَرْفُوْعًا (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرَ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عِنْدَ المَوْتِ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ - وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ -). صَحِيْحٌ. صَحِيْحُ الجَامِعِ (٥١٥٠).
(٥) العِلَلُ المُتَنَاهِيَةُ (٢٢٩/ ٢) لِابْنِ الجَوْزِيِّ ﵀، وَقَالَ: (هَذَا حَدِيْثٌ لَا يَصِحُّ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَضْعِيْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (وَهُوَ ابْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ».
(٦) أَوْرَدَهُ الحَافِظُ المُنْذِريُّ فِي التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ (١٢٢/ ١) عَنْ أَبِي الشَّيْخِ الأَصْبَهَانِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَرْزُوْقٍ، وَقَالَ: (هَذَا مُرْسَلٌ). ضَعِيْفُ التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ (١٨٢).
(٧) رَوَاهُ الحَاكِمُ (٢٩٧٧)، وَقَالَ: (حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ)! وَرَدَّهُ الذَّهَبِيُّ ﵀ بِقَوْلِهِ: (كَذَا قَالَ! وَأَنَا أَحْسِبُهُ مَوْضُوْعًا).
1 / 109