149

أصول بلا أصول

أصول بلا أصول

ناشر

دار ابن الجوزي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

پبلشر کا مقام

القاهرة - جمهورية مصر العربية

اصناف

وقال ابن الجوزي -رحمه اللَّه تعالى-:
"من ظن أن جسد رسول الله ﷺ المودعَ في المدينة خرج من القبر، وحضر في المكان الذي رآه فيه، فهذا جهل لا جهلَ يُشبهه.
فقد يراه في وقتٍ واحدٍ ألفُ شخص، في ألف مكان، على صور مختلفة، فكيف يتصور هذا في شخص واحد" (١).
وقد سبق أن ذكرنا قول القرطبي (٢) في استحالة رؤيته ﷺ يقظةً بعد موته.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "وشذ بعض الصالحين؛ فزعم أنها تقع بعين الرأس حقيقة" (٣).
والأدلة على عدم إمكان رؤية النبي ﷺ بعد موته في اليقظة كثيرة، أشرنا إلى كثير منها في المناقشة، ونلخصها فيما يلي:
١ - أن رؤية النبي ﷺ يقظة من باب العقائد، والعقائد مبنية على التوقيف، فلا يجزم بنفي شيء أو إثباته إلا بدليل يصح الاعتماد عليه، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل علي إثباتها، ولم يدَّعِهَا أحد -فيما نعلم- من الصحابة ﵃، ولا من التابعين ولا من أتباعهم، وهذا من أدلة الاستدلال عند أهل الأصول، وهو ما يعرف عندهم: "بانتفاء المَدْرَك".
أما حديث: "فَسَيَرَاني فِي اليَقَظَةِ"، فقد بينا كلام العلماء على هذه الرواية، ووجه الحق فيها.
٢ - أن رؤية النبي ﷺ يقظة بعد موته في الدنيا مستحيلة شرعًا وعقلًا، وقد سبق بيان ذلك.

(١) "صيد الخاطر" ص (٥٣٤).
(٢) تقدم ص (١٣٩)، وانظر: "زاد المسلم" (٣/ ١٨٧).
(٣) "شرح المواهب اللدنية" للزرقاني (٥/ ٢٩٩)، و"فتح الباري" (١٢/ ٣٨٤).

1 / 154