التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام
التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام
ناشر
أضواء السلف،الرياض
ایڈیشن نمبر
الطبعة الثانية
اشاعت کا سال
١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
المبحث الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجما
المطلب الأول: لم يكن خليل الرحمن متعلقا بالكواكب في قوله تعالى: ﴿فلما جن عليه الليل وراء كوكبا قال هذا ربي فلما قال قال لا أحب الأفلين﴾
...
المطلب الأول: لم يكن خليل الرحمن متعلقًا بالكواكب في قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِين﴾ .
إن الله يصطفي من الملائكة رسلًا ومن الناس، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، فالنبي يختص بصفات ميزه الله بها على غيره، وفي عقله ودينه، واستعد بها لأن يخصه الله بفضله ورحمته، كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ ٢، وقال الله تعالى لما ذكر الأنبياء بقوله: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ٣، فأخبر أنه اجتباهم وهداهم٤.
ومع ذلك نجد من زعم أن إبراهيم ﵇ اعتقد في طفولته أو بعد بلوغه أن إلهه هو الكوكب أو القمر أو الشمس ليعضد أصلًا من أصوله
_________
١ سورة الزخرف، الآيتان: ٣١-٣٢.
٢ سورة البقرة، الآية: ١٠٥.
٣ سورة الأنعام، الآيات: ٨٤-٨٧.
٤ انظر: "منهاج السنة النبوية": (٢/٤١٦-٤١٧) .
1 / 53