184

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

ناشر

أضواء السلف،الرياض

ایڈیشن نمبر

الطبعة الثانية

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

وحسبان واستحسان) ١،
وما ذكره يعقوب بن إسحاق الكندي مما أراد أن يقيم به للمنجمين عذرًا لأغلاطهم، فحط من أقدارهم، فقال ما ملخصه: إن علماء الهند أحذق الناس في علم التنجيم، فأرادوا أن يعلموه أبناءهم، فعجزوا لغموضه، فأجمع علماؤهم جزءًا من ألف جزء من علمهم، فتقبله أبناؤهم، وتعلموه، فلما نشأ أبناؤهم أرادوا تعليمهم هذا العلم كما علمهم آباؤهم ذلك من قبل، فعجزوا عن ذلك، فاختصروه، فصار جزءًا من ألف جزء مما علمهم آباؤهم، ففهمه أبناؤهم وأدركته أذهانهم، ثم قال الكندي: (فما ظنك بعلم اختصر منه جزء من ألف جزء ما يبقى منه الإصابة؟) ٢، وهذا القول وإن أورده الكندي عذرًا للمنجمين عن كثرة أغلاطهم، وإلا أن فيه دليلًا على اختلال هذا العلم، وعدم إدراك الإصابة فيه، وأن صدق المنجم فيما وجد منه –على حسب قوله- مرة في كل ألف، ألف مرة٣.
وقول أبي معشر٤: (كل الأعراض الغائبة توهم لا يكون شيء منها يقينًا، وإنما يكون توهم أقوى من توهم.. ومن تأمل أحوال القوم علم

١ "كتاب في إبطال حكم النجوم" للفارابي: (ق ٢٩٨) .
٢ انظر: "حكم علم النجوم": (ق١٤/ب) - (ق٢٩٨) .
٣ انظر: المصدر نفسه: (ق١٥/أ) .
٤ هو جعفر بن محمد بن عمر البلخي، أبو معشر، أستاذ عصره في صناعة التنجيم، أصله من بلخ من خراسان، توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين. "الفهرست" لابن النديم: ص٣٨٦-٣٨٧، و"تاريخ الحكماء": (ص١٥٢، و"وفيات الأعيان": (١/٣٥٨-٣٥٩) .

1 / 202