Ashrat al-Sa'a - Al-Wabil
أشراط الساعة - الوابل
ناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
الأرض" (^١).
وعن عدي بن حاتم ﵁؛ قال: بينما أنا عند النّبيّ ﷺ، إذ أتاه رجلٌ، فشكا إليه الفاقة، ثمّ أتاه آخر، فشكا إليه قطع السبيل، فقال: "يا عدي! هل رأيت الحيرة؟ ". قلتُ: لم أرها، وقد أُنبئتُ عنها. قال: "فإن طالت بك حياةٌ لَتَرَيَنَّ الظعينة ترتحل من الحيرة حتىَ تطوفَ بالكعبة لا تخاف أحدًا إِلَّا الله". قلتُ فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار (^٢) طيىء الذين قد سعروا البلاد؟! "ولئن طالت بك حياةٌ لَتُفْتَحَنَ كنوزُ كسرى". قلتُ: كسرى بن هرمز؟! قال: "كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترينَّ الرَّجل يُخْرِجُ ملءَ كفَّه من ذهب أوفضة؛ يطلب مَنْ يقبله منه؛ فلا يجد أحدًا يقبله منه ... ".
قال عدي: فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتّى تطوف بالكعبة، لا تخاف إِلَّا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النّبيّ أبو القاسم ﷺ، يخرج ملء كفه (^٣).
فقد تحقَّق كثيرٌ ممَّا أخبرنا به الصادق ﷺ، فكثُر المال في عهد الصّحابة ﵃ بسبب ما وقع من الفتوح، واقتسموا أموال الفرس
(^١) "صحيح مسلم"، كتاب الفضائل، باب حوض نبيّنا ﷺ وصفته، (١٥/ ٥٧ - مع شرح النووي). (^٢) (دعار): مفرده داعر: وهو الخبيث المفسد، والمراد بهم هنا قطاع الطريق. انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١١٩). (^٣) "صحيح البخاريّ"، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، (٦/ ٦١٠ - ٦١١ - مع الفتح)، و"شرح السنة"، كتاب الفتن، باب ما يكون من كثرة المال والفتوح، (١٥/ ٣١ - ٣٣)، تحقيق شعيب الأرناؤوط.
1 / 88