قادح للحق نوره
كيف لا وفي أقوال أحقر الناس وآراء أصغر الخلق عبرة وفائدة وعلم جديد للمتأملين!
وأما وجوب التساهل على الإنسان من جهة حق الناس عليه فلأن العدل الموجب للتكافؤ يلزمه بقبول ما يريد أن يقبله الناس منه سواء، ولما كان أول واجباته الأدبية التماس الحق والصواب، وثانيها إيضاح ذلك الحق بالأقوال والأعمال كان من الظلم القبيح أن يمنع غيره من إبداء ما يظنه ذلك الغير صحيحا، ومن العسف المنكر أن يشوش عليه ما يلتمس من الحق بالاغتصاب أو الإرهاب المانعين من التفكير.
وأما وجوب التساهل من الجهة الثالثة جهة الحقيقة الخالصة، فقد أثبته العقل ولم تنفه نصوص الأديان بل أيدته في مواضع لا تعد، قال ترتليانوس الكلامي: «ليس من البر ولا التقوى أن تسلب حرية الناس في أمور الدين، فإن الله - سبحانه وتعالى - منزه عن أن يريد أن يعبد اضطرارا.»
وقال يوستنيانوس القديس: «أشد ما يخالف الدين نكرا أن يحمل الناس عليه قهرا.»
وفي:
لكم دينكم ولي دين
وفي:
وجادلهم بالتي هي أحسن
بلاغ للمتبصرين.
نامعلوم صفحہ