سلبت عقلي وإرادتي قبل أن تتم خطوة، فنهضت لأتبعها مخلفا ورائي العقل والإرادة وأسباب رزقي، حتى دخلت بيتا صغيرا أنيقا يطالع القادم بحديقة الورد. واعترض سبيلي بواب مهيب الجسم، حسن الهندام، وحدجني بنظرة مستنكرة فقلت: إني على أتم استعداد لأهبها جميع ما أملك.
فقال الرجل بلهجة قاطعة: إنها لا ترحب بمن يجيئون إليها هاجرين عملهم في السوق.
السؤال
راحت القافلة تخوض الصحراء، يقودها عزيف الناي، ودق الطبول، والصمت من حولها محيط، ولا يبدو أن لشيء نهاية. وخطر لي أن أتساءل عن الموضع الذي يحب صاحب القافلة أن يسير فيه.
سمعني جار فقال: في مقدمة القافلة كما يليق بمقامه. ولكن ماذا دعاك للسؤال؟
وإذا بجار آخر يقول: بل لعله في المؤخرة ليراقب كل حركة. ماذا يهمك من ذلك؟
ولم أجد ما أجيب به. وظننت أن الأمر انتهى، وأنني سأعرف الجواب عند انتهاء الرحلة.
ولكني وجدت الرءوس تتقارب، والأعين تسترق النظر إلي، والريبة تتفشى في الجميع. رباه كيف أقنعهم بأنني لم أقصد سوءا، وأنني لا أقل عن أي منهم ولاء للرجل؟
ودنا مني رجل صارم الوجه وقال لي: اترك القافلة ودعنا في سلام.
ولم أر بدا من الخروج لأجد نفسي في خلاء مطبق وكرب مقيم.
نامعلوم صفحہ