الفتنة
كنت أتمشى عند الباب الأخضر، فصادفت درويشا منتحيا جانبا بامرأة. كانت وسيطة العمر، ريانة الجسم، فواحة الأنوثة، محتشمة النظرة.
ولما اقتربت منهما سمعتها تقول: يا سيدنا، إني أرملة، أعيش مع شقيقتي، مستورة والحمد لله، ولكني أخاف الفتنة.
فقال لها: أدي الفرائض.
فقالت بصدق: لا تفوتني فريضة.
وأضافت: وأسمع تلاوة القرآن لدى كل فرصة.
فقال: لن يمسك الشيطان.
فقالت: ولكني أخاف الفتنة.
المعركة
رجعت إلى الميدان بعد زيارة للمشهد الحسيني. رأيت زحاما يحدق براقصة وزمار. الزمار يعزف، والراقصة تتأود لاعبة بالعصا، والناس يصفقون، والوجوه تتألق بالسرور والنشوة. فكرت غاضبا كيف أفض الجمع، ولكن في لحظة نور رأيت في مرمى الزمن الجميع وهم يهرولون نحو القبر، كأنهم يتسابقون حتى لم يبق منهم واحد.
نامعلوم صفحہ