تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.
هذه طبعة جديدة لكتاب "الأسامي والكنى" من تصنيف الحافظ الإمام أبي أحمد الحاكم، ﵀، وقد تميزت - بفضل الله ومَنِّه - أنها حققت على نسخة دار الكتب المصرية، وهي نسخة فريدة للكتاب، فاقت النسخة الأزهرية بالكثير من التراجم، وبما لا يحصى من التصويب والفوائد، وفيها خطبة المصنف، ﵀، والقدر المفقود من بداية الكتاب.
وقد صدر للكتاب طبعة قديمة بتحقيق فضيلة الشيخ يوسف الدخيل، ﵀، على نسخة خطية واحدة، وهي نسخة الأزهرية، وتبدأ بعد عدة ورقات من بداية الكتاب، وبالأحرى بترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن أبي سرية الأزدي، وتنتهي بانتهاء حرف الخاء.
ثم صدر في شهر رمضان الماضي طبعة جديدة بتحقيق فضيلة الشيخ مؤيد بن حماد الحماد، حفظه الله، وهي إكمال لعمل الشيخ الدخيل، ﵀، على نفس النسخة الخطية، مع إكمالها بقطعة أخرى من محفوظات الأزهرية.
واليوم تأتي هذه الطبعة، وبها المئات من التراجم المستدركة على الطبعتين السابقتين من نسخة دار الكتب المصرية، وتصويب الاضطراب الحادث في ترتيب النسخة الأزهرية.
1 / 5
ولا أنسى في هذا التقديم أن أنوه على الجهد الذي بذله أخي وحبيبي أبي محمد أحمد بن محمد الخضري، حفظه الله، في خدمة الكتاب من قبل ونشره الكترونيًا على النسخة الأزهرية، فجزاه الله خير الجزاء.
وما بذلته أم عمر الأزهرية في نسخ الكتاب ومقابلته، فجزاها الله خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه أبو عمر محمد بن علي الأزهري
الخميس ١٨ من صفر ١٤٣٦ هجرية
الموافق ١١ ديسمبر ٢٠١٤ ميلادية.
1 / 6
الدراسة التمهيدية
المبحث الأول: ترجمة الإمام أبي أحمد الحاكم:
١ - اسمه، ولقبه، وكنيته، ونسبته.
٢ - مولده.
٣ - رحلته، وطلبه للعلم، وشيوخه.
٤ - تلاميذه.
٥ - أقوال أهل العلم فيه، وثناؤهم عليه، ومصنفاته.
٦ - مصنفاته.
٧ - حفظه، ومعرفته بالعلم، وتوليته القضاء.
٨ - وفاته.
٩ - مراجع ومصادر ترجمت له.
المبحث الثاني: كتاب الأسامي والكنى لأبي أحمد، ﵀، الحاكم دراسة وتحليلًا:
١ - وصف الكتاب.
٢ - أهمية الكتاب.
٣ - وصف النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق.
٤ - روايات وأسانيد الكتاب.
٥ - وصف النسختين المطبوعتين.
٦ - عملي في تحقيق الكتاب.
٧ - نماذج مصورة من النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق.
1 / 7
المبحث الأول
ترجمة الإمام أبي أحمد الحاكم، ﵀
(٢٨٥ - ٣٧٨ هـ) = (٨٩٨ - ٩٨٨ م)
١ - اسمه، ولقبه، وكنيته، ونسبته:
هو الإمام، الحافظ، العلامة، الثبت، مُحَدِّث خُراسان، أبو أَحمَد، محمد بن محمد بن أَحمَد بن إسحاق، النَّيسابُورِي، الكَرابِيسِي (^١)، الحاكم الكبير (^٢):
ولي قضاء طُوس، والشاش (^٣).
٢ - مولده:
لم تذكر المصادر تاريخًا محددًا لمولده، وإنما ذكر أبو عبد الله الحاكم في ترجمته من" تاريخ نيسابور" (^٤) أنه: "توفي سنة ثمان وسبعون وثلاث مئة، وله ثلاث وتسعون سنة".
فعليه يكون مولده سنة خمس وثمانين ومئتين (^٥).
_________
(^١) هذه النسبة إلى بيع الكرابيس، وهي الثياب، راجع: "الأنساب" للسمعاني ٥/ ٤٢.
(^٢) تمييزًا عن الصغير، وهو أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبى، المعروف بابن البَيِّع النيسابوري، توفي سنة خمس وأربع مئة، وهو أحد تلاميذ أبي أحمد الحاكم، له ترجمة في "تاريخ بغداد" ٣/ ٥٠٩ (١٠٤٤)، و"سير أعلام النبلاء" ١٧/ ١٦٢.
ويمكن التمييز بينهما أيضًا بأن الحاكم الكبير، صاحب كتاب "الكنى"، وأما الصغير، فصاحب كتاب "المستدرك".
(^٣) وأما قول أبي الحسن ابن القطان في آخر كتابه: "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ٦٤٤: "أبو أحمد الحاكم، صاحب كتاب الكنى، لا أعرفه"، فهو تقصير في معرفته، وإلا فالحاكم أبي أحمد حافظ عصره بنيسابور، وذيع سيطه بالأرجاء، كما سيأتي.
(^٤) "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٣٧٠.
(^٥) لكن الحافظ الذهبي، ﵀، تردد في ذكر مولده، فقال في "السير" ١٦/ ٣٧٠: "ولد في حدود سنة تسعين ومئتين، أو قبلها".
1 / 8
٣ - رحلته، وطلبه للعلم، وشيوخه:
وطلب هذا الشأن وهو كبير له نَيِّف وعشرون سنة (^١).
وقدم دمشق، وسَمِعَ بها: محمد بن خُرَيم، وأبا الجَهم بن طلَاّب، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفَيض بن فَضالة بن الصَّقر، ومحمد بن عبد الحميد الفَرغاني، وأبا الحسن بن جَوصا، وأبا عُبَيدَة أَحمَد بن عبد الله بن ذَكوان، وأبا العباس بن عتاب الزِّفتي، وأبا بكر محمد بن عبد السَّلَام بن عُثمان الفَزاري، ومحمد بن يوسف بن بِشر بن النَّضر الهَرَوي، وأبا بكر القاسم بن عِيسى العصار، وأبا الهَيثَم بن محمد بن أبي ثابت.
وبحمص: أبا علي الحسين بن محمد السَّكُونِي.
وعبد الرحمن بن عُبَيد الله بِحَلَب.
وببغداد: أبا القاسم البَغَوي، وأبا بكر الباغَندِي، ومحمد بن حُمَيد بن المجدِّر، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عمرو عبد الله بن عثمان العثماني، ويحيى بن محمد بن صاعد.
وبمكة: أبا جعفر الدَّيبُلي، وأبا الحسن القاسم بن محمد الجَدِّي.
وبالري: أبا القاسم العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ، وأبا العباس أَحمَد بن عبد الرحمن بن خالد القَلَانِسِي.
وبالكوفة: عبد الله بن زيدان، ومحمد بن الحسين الخَثعَمِي، وأبا العباس محمد بن عبيد بن يوسف الصفار، وأبا الطيب الحسين بن موسى بأنطاكية.
وأبا عَرُوبة الحَرانِي بِحَران.
ومحمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي بطَبَرِستان (^٢).
_________
(^١) "تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و" السير " ١٦/ ٣٧٠.
(^٢) "تاريخ دمشق" ٥٥/ ١٥٤. قال الذهبي: "وخلقًا كثيرًا بالشام، والعراق، والجزيرة، والحجاز، وخراسان، والجبال".
1 / 9
٤ - تلاميذه:
حَدَّثَ عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي، ومحمد بن علي الأصبهاني الجصاص، ومحمد بن أَحمَد الجارودي، وأبو بكر أَحمَد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن سرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد محمد بن عَبد الرحمن الكَنجَروذي، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد البَحِيري، وآخرون (^١).
٥ - مكانته العلمية، وأقوال أهل العلم فيه:
ذكره الحاكم ابن البَيِّع، فقال: هو إمام عَصرِه في هذه الصَّنعَة، كثير التَّصنيف، مُقَدَّم في معرفةٍ شُروط الصَّحِيح والأَسامي والكُنَى، طلب الحديث وهو ابن نَيِّف وعشرين سنة ...، إلى أن قال: ولم يدخل مِصرَ، وكان مقدَّمًا في العدالة أولًا، ثم ولي القضاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة ... إلى أن قُلِّد قضاء الشاش، فَذَهَب وحَكَمَ أربعَ سنين وأشهرًا، ثم قُلِّد قضاء طُوس، وكنت أدخلُ إليه والمصنَّفات بينَ يَدَيه، فيحكُمُ ثمَّ يُقبِلُ على الكتب، ثمَّ أَتى نَيسابور سنة خمس وأربعين، ولزم مسجدَهُ ومَنزِلَهُ مُفيدًا مُقبلًا على العبادة والتصنيف، وأُريدَ غيرَ مرَّةٍ على القضاء والتزكية فيستعفي، قال: وكُفَّ بَصَرُه سنةَ ستٍّ وسبعين، ثم توفي وأنا غائب.
وقال الحاكم أيضًا: كان أبو أَحمَد من الصالحين الثابتين على سنن السَّلَف، ومن المُنصِفِين فيما نعتقدُةُ في أهل البيتِ والصحابة. قلد القضاء في أماكن (^٢).
وقال الحاكم أيضًا: وهو حافظ عصره بهذه الديار (^٣).وقال الخليلي: سمعت عبد الله بن أبي زرعة الحافظ يثني عليه ويخرجه
_________
(^١) "تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و"تذكرة الحفاظ" ٣/ ٩٧٦، و"السير" ١٦/ ٣٧١.
(^٢) "تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و"تذكرة الحفاظ" ٣/ ٩٧٦، و"السير" ١٦/ ٣٧٣.
(^٣) "تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و" تذكرة الحفاظ " ٣/ ٩٧٧، و"السير" ١٦/ ٣٧٤.
1 / 10
في تصانيفه (^١).
وقال الحافظ ابن نقطة: إمام عصره في الصنعة، عدله أبو عمرو الحيري (^٢).
وذكره أبو الوليد بن الدباغ في الحفاظ في الطبقة السابعة (^٣).
وقال الذهبي: وكان من بحور العلم (^٤).
٦ - مصنفاته:
قال الخليلي:" صاحب تصانيف عجيبة، صنف في الكنى سبعين جزءًا، وله من التصانيف غير ذلك رضيها العلماء" (^٥).
وقال ابن الأثير: صاحب التصانيف الحسنة المشهورة (^٦).
وقال الذهبي: مؤلف كتاب" الكنى" في عدة مجلدات (^٧).
وذكر له أبو عبد الله الحاكم عدة من مصنفاته، ولكن جميع ما ذكره له فقد فيما فقد من تراث هذه الأمة، فذكر له:
١ - "المستخرج على صحيح البخاري".
٢ - "المستخرج على صحيح مسلم".
٣ - "المستخرج على جامع أبي عيسى الترمذي".
٤ - "المستخرج على مختصر المزني".
٥ - "كتاب العلل".
٦ - "كتاب الشروط".
_________
(^١) "الإرشاد" (٧٥٣).
(^٢) "التقييد" (١٠٩).
(^٣) "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي ٢/ ١٧٠ (٨٩١).
(^٤) " تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و" تذكرة الحفاظ " ٣/ ٩٧٧، و"السير" ١٦/ ٣٧٢.
(^٥) "الإرشاد" (٧٥٣).
(^٦) "الكامل في التاريخ" ٧/ ٤٣٥.
(^٧) "السير" ١٦/ ٣٧٠.
1 / 11
٧ - "كتاب الشيوخ والأبواب".
ولكن حفظ له مصنفات أخرى لم يذكرها، وهي:
٨ - "الأسامي والكنى".
وسيأتي الحديث المفصل عنه في المبحث الثاني، إن شاء الله تعالى.
٩ - "الأمالي".
وله نسخة خطية محفوظة بمكتبة كوبريلي باسطنبول بتركيا ١/ ١٣٨ [٢٥٢/ ٩] مجلس (و٨٧/أ - ٨٩/ب)، ضمن مجموع.
١٠ - "شعار أصحاب الحديث".
وهو محفوظ ضمن مجاميع العمرية بدار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموع ٨٩ (ق ١٤٥ - ١٥٩).
وطبع مرة بتحقيق صبحي البدري السامرائي بدار الخلفاء بالكويت، ومرة بدار الفاروق الحديثة بالقاهرة.
١١ - "العوالي عن مالك بن أنس".
طبع أولًا بالمطابع الموحدة بتونس سنة ١٤٠٦ هـ = ١٩٨٦ م بتحقيق محمد الشاذلي النيفر، وطبع مرة أخرى بدار الغرب الإسلامي سنة ١٤١٨ هـ = ١٩٩٨ م بتحقيق محمد الحاج الناصر.
١٢ - "الفوائد".
لم يصلنا منه سوى الجزء العاشر والحادي عشر.
وهو محفوظ أيضًا ضمن مجاميع العمرية، مجموع ٥٥ (ق ٥٨ - ٧٣).
وطبع في دار ابن حزم ببيروت سنة ١٤٢٤ هـ = ٢٠٠٤ م، بتحقيق أحمد بن فارس السلوم.
وذكر له السمعاني في" التحبير في المعجم الكبير" ٢/ ٣٥٨:
١٣ - "حديثه عن هشام بن عمار، وغيره".
1 / 12
وهو مفقود.
١٤ - "كتاب التاريخ"، ذكره الحاكم في" الكنى" أثناء ترجمته لسهيل بن عمرو، الترجمة رقم (١٢١٣).
وثم مصنفات أخرى نسبت له بطريق الخطأ، ومنها:
١ - "الأشعار المختارة والصحيحة منها والمعارة"
٢ - "كتاب الرسائل". ذكرهما له البغدادي في" هدية العارفين" ٢/ ٥١.
٧ - حفظه، ومعرفته بالعلم، وتوليته القضاء:
قال أبو عبد الرحمن السلمي (^١): سمعت أبا أَحمَد الحافظ يقول: حضرت مع الشيوخ عند أمير خُراسان نوح بن نَصر، فقال: من يحفظُ منكم حديث أبي بكر في الصدقات (^٢)؟ فلم يكن فيهم من يَحفَظُه، وكان علي خُلقان وأنا في آخر الناس، فقلت لوزيره: أنا أحفَظُه، فقال: ها هنا فَتًى من نيسابور يحفَظُه، فقُدِّمت فَوقَهُم، ورويتُ الحديث، فقال الامير: مثل هذا لا يُضَيَّع، فَولَاّنِي قضاء الشاش.
قال أبو عبد الله بن البَيِّع: تغَيَّر حفظُ أبي أَحمَد لما كُفَّ، ولم يختَلِط قَطّ.
وسمعته يقول: كنت بالري وهم يقرؤون على عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب" الجرح والتعديل"، فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة، أراكم تقرؤون كتاب" تاريخ البخاري" على شيخكم على الوجه، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أَحمَد اعلم أن أبا زرعة، وأبا حاتم لما حمل إليهما" تاريخ البخاري" قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن، فسألهما عن رجل بعد رجل، وزادا فيه ونقصا.
وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين الغازي، يقول: سألت البخاري عن أبي
_________
(^١) "طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي ٢/ ١٦٨ (٨٩١)، و"تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠، و"السير" ١٦/ ٣٧٢.
(^٢) أخرجه البخاري ٢/ ١١٧ (١٤٥٣).
1 / 13
غسان، فقال: عن ما تسأل عنه؟ قلت: شأنه في التشيع، فقال: هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين، ولو رأيتم عُبَيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وجماعة مشايخنا الكوفيين، لما سألتمونا عن أبي غسان.
قال ابن البَيِّع: وسمعت أبا أَحمَد يقول: سمعت أبا الحسين الغازي، يقول: سمعت عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد، يقول: عجبًا من أيوب السَّختِيانِي يَدَعُ ثابتًا البُناني لا يكتب عنه!
قيل: إن بعض العلماء نازَعَهُ أبو عبد الله بن البَيِّع في عُمَر بن زُرارة، وعمرو بن زُرارة النيسابوري، وقال: هما واحد، قال: فقلتُ لأبي أَحمَد الحاكم: ما تقول فيمن جعلهما واحدًا؟ فقال: من هذا الطَّبل؟.
قال الحاكم: أتينا أبا أَحمَد مع أبي علي الحافظ سنة أربعين، فقال أبو أَحمَد: قد غبتُ عنكم سبع عشرة سنة، فأفيدونا بكل سنة حديثًا، فقال بعضهم: حديث شعبة، عن خُبَيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد مرفوعًا:" سبعة يظلهم الله" (^١).
فقال أبو أَحمَد: حدثنا أَحمَد بن عُمَير، حدثنا أَحمَد بن موسى، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، فقال السائل: عنه، عن عمرو بن مرزوق عالٍ، فقالوا له: يا أبا أَحمَد إنك لم تدخل مصر، قال: فأنتم قد دخلتموها، اذكروا ما فاتني بمصر، فقال بعضهم: حديث الليث في قصَّة الغار، فقال: حدثناه ابن داود، أخبرنا عيسى بن حماد، عنه، ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها، فذكرت أنا حديث الجساسة من طريق أبي العُمَيس، عن الشعبي، فقال: هذا فاتني.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السَّلَام التميمي، وأَحمَد بن هبة الله، قالا: أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت عَبد الرحمن الشعرية إذنا، وزادنا أَحمَد، فقال: أنبأنا عبد المعز بن محمد البزاز، قالا: أخبرنا زاهر ابن طاهر المستملي، أخبرنا محمد بن عَبد الرحمن الخنزرودي، أخبرنا أبو أَحمَد الحافظ، حدثنا عُبَيد الله بن
_________
(^١) أخرجه من طريق شعبة، به: البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٩٣).
1 / 14
عثمان العثماني ببغداد، حدثنا علي بن عَبد الله، حدثنا محمد بن طلحة التيمي، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: قال رسول الله ﷺ فيهم:" هذا العباس بن عَبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها".
٨ - وفاته:
قال أبو عبد الله الحافظ: مات أبو أَحمَد، وأنا غائب في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة، وله ثلاث وتسعون سنة.
وقال محمد بن حسين، المعروف بالخليفة النيسابوري في" تلخيص تاريخ نيسابور للحاكم" (^١):" توفى، ﵀، يوم الخميس الرابع والعشرين من الربيع الأول، سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وصلى عليه الرئيس في ديوان الجين، ودفن في داره".
٧ - مراجع ومصادر ترجمت له:
- " الإرشاد في معرفة علماء الحديث" ٣/ ٨٤٧ (٧٥٣)، لأبي يعلى الخليلي، توفي سنة ٤٤٦.
- "التحبير في المعجم الكبير" ٢/ ٣٥٨، لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، توفي سنة ٥٦٢.
- "تاريخ دمشق" ٥٥/ ١٥٤ (٦٩٣٧)، لأبي القاسم ابن عساكر، توفي سنة ٥٧١.
- "فهرسة ابن خير الإشبيلي" (٣٦٠)، لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي، توفي سنة ٥٧١.
- "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" ٧/ ١٤٦، لابن الجوزي، توفي سنة ٥٩٧.
- "بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام" ٥/ ٦٤٤، لأبي الحسن ابن القطان، توفي سنة ٦٢٨.
- "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد" (١٠٩)، لابن نقطة، توفي سنة ٦٢٩.
_________
(^١) الترجمة: (٢٢٨٨).
1 / 15
- "الكامل في التاريخ" ٧/ ٤٣٥، لأبي الحسن عز الدين ابن الأثير توفي سنة ٦٣٠.
- "تلخيص تاريخ نيسابور للحاكم"، الترجمة رقم: (٢٢٨٨)، لمحمد بن حسين أَحمَد المعروف بالخليفة النيسابوري، توفي بعد سنة ٧١٧.
- "المختصر في أخبار البشر" ٢/ ١٢٥، لأبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي الملك المؤيد، توفي سنة ٧٣٢.
- "مختصر طبقات العلماء" ٣/ ١٦٨ (٨٩١)، لابن عبد الهادي، توفي سنة ٧٤٤.
- "تاريخ الإسلام" ٨/ ٤٦٠ (٣٥٩).
- "تذكرة الحفاظ" ٣/ ٩٧٦ - ٩٧٩.
- "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (٥٠٠).
- "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٣٧٠ (٢٦٧).
- "العبر" ٣/ ٩ - ١٠.
- "المعين في طبقات المحدثين" (١٢٩٩).
- "المقتنى في سرد الكنى" (١٣٢)، وسبعتها للذهبي، توفي سنة ٧٤٨.
- "الوافي بالوفيات" ١/ ١١٥.
- "نَكتُ الهَميان في نُكَت العِميان" ٢٧٠ - ٢٧١، وكلاهما لخليل بن أيبك بن عبد الله الصَّفَدِي ٧٦٤.
- "عيون التواريخ" ١٢/ ٢٠٩/أ، لابن شاكر الكتبي، توفي سنة ٧٦٤.
- "مرآة الجنان وعبرة اليقظان" ٢/ ٤٠٨، لليافعي توفي سنة ٧٦٨.
- "طبقات الشافعية"، لعبد الرحيم بن الحسن الإسنوي توفي سنة ٧٧٢.
- "شرح علل الترمذي" ١/ ٤٢٢، ابن رجب الحنبلي ٧٩٥.
- "ذيل ميزان الاعتدال" (٧٥٤)، لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، توفي سنة ٨٠٦.
- "التبيان لبديعة البيان" لابن ناصر الدين الدمشقي، توفي سنة ٨٤٢.
1 / 16
- "لسان الميزان" ٩/ ٦ (٨٧٣٣).
- "المعجم المفهرس" (١٠٩٥، ١٥٠١). وكلاهما لابن حجر العسقلاني، توفي سنة ٨٥٢.
- "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ٤/ ١٥٤، لابن تغري بردي، توفي سنة ٨٧٤.
- "رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ" ٢/الورقة ١١٢، مصورة معهد المخطوطات، لسبط ابن حجر العسقلاني يوسف بن شاهين، توفي سنة ٨٩٩.
- "طبقات الحفاظ" ٣٨٨، لجلال الدين السيوطي، توفي سنة ٩١١.
- "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، لحاجي خليفة، توفي سنة ١٠٦٧.
- "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ٣/ ٩٣ لابن العماد عبد الحي بن أَحمَد بن محمد العكري، توفي سنة ١٠٨٩.
- "هدية العارفين" ٢/ ٥٠ - ٥١، لإسماعيل البغدادي، توفي سنة ١٣٣٩.
- "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور الكتب المصنفة" ١٢١، لمحمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، توفي سنة ١٣٤٥.
- "الأعلام" ٧/ ٢٠، لخير الدين الزركلي، توفي سنة ١٣٩٦.
- "فهرس المخطوطات المصورة لمعهد المخطوطات العربيه" ٢/ ١١ للطفي عبد البديع.
- "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحالة ٣/ ٦٢٠، توفي سنة ١٤٠٨.
- "فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث" (٤٥١) صفحة ٣٤٣ للعلامة محمد ناصر الدين الألباني.
- "تاريخ التراث العربي" ١/ ١/٤١١ - ٤١٢، لفؤاد سزكين.
- "بحوث في تاريخ السنة المشرفة"، للدكتور أكرم ضياء العمري ١٨٤، ١٨٥.
1 / 17
- "فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية" ٤٦١، ٤٦٢، ٤٦٣، للأستاذ ياسين محمد السواس.
- "الفهرس الشامل للثراث العربي المخطوط"، الحديث النبوي الشريف وعلومه ورجاله، مؤسسة آل البيت ١/ ١٩١، ٢٣٩، و٢/ ١٠٣٠، للدكتور ناصر الدين الأسد.
1 / 18
المبحث الثاني:
كتاب الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم دراسة وتحليلًا
١ - وصف الكتاب
أوجز أبو أحمد الحاكم، ﵀، منهجه في تصنيف "الأسامي والكنى"، فبيّن في مقدمة الكتاب: أنه ذكر كنية النبي ﷺ والصحابة والتابعين، وغيرهم من أهل العلم.
وذكر مع كناهم: أسماؤهم وأنسابهم وقبائلهم وبلدانهم.
وذكر بعض من حدّث عنهم وحدّثوا عنه، مع تبين جرح من ظهر منهم بعض أئمة العلم لسماع أو رواية.
وأخرج حديث مسند عن كل صحابي يستدل به على سماعه من النبي ﷺ أو ذكر لروايته إياه، أو إدراكه عمره، ﵇.
وأفرد في كل باب منهم من يعرف منهم بكنيته ولا يقف على اسمه.
ورتَّبه على حروف المعجم، وابتدأه بمن كنيته أبو القاسم تيمنًا بكنية النبي ﷺ، وجعل أول تراجم الكتاب، ترجمة النبي ﷺ.
وذكر أنه سلك فيه مسلك الاختصار.
وذكر سبب تصنيفه للكتاب، وهو إجابته لطلب أحد أصحابه، في اقتراحه عليه أن يصنف كتابًا في الكنى على النحو الذي تقدم شرحه.
ولاحظت أثناء عملي في الكتاب أنه رتَّبَ الرواة المترجم لهم في الحرف الواحد على الطبقات، فيبدأ في كل باب بترجمة من له صحبة من النبي ﷺ، ثم يترجم للتابعين، فمن بعدهم إلى أن يصل لترجمة شيوخه ومعاصريه.
وعندما يترجم لطبقة الصحابة، فإنه يبدأ بأهل بيت النبي ﷺ، ثم بالمشهورين
1 / 19
بالرواية، فيذكر المهاجرين، ثم الأنصار، وهكذا إلى أن يترجم لمن اختلف في صحبته.
ويصنع هكذا في طبقة التابعين، فيترجم أولًا لكبار التابعين، ثم لمن بعدهم في الرتبة حتى ينتهي من طبقتهم، فيترجم لتابعيهم بأسلوب فريد في التصنيف.
ولم يستوعب الحاكم في كتابه جميع من عرف بكناهم، ففاته ذكر جماعة في كل باب، واستدرك عليه جماعة من أهل العلم، كابن مندة، وابن عبد البر، والذهبي.
1 / 20
٢ - أهمية الكتاب:
يعدُّ كتاب "الأسامي والكنى" لأبي أحمد الحاكم من أهم الكتب التي صُنِّفَت في بابها، وذلك لغزارة مادته العلمية، وتنوع موارده، ولما ضمنه من الفوائد والنفائس، وقد سبقه في بابه جماعة من الكبار، كابن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأبي عروبة الحراني، فاستقى أبو أحمد من كتب هؤلاء وغيرهم، فحفظ في مصنفه جملًا كثيرة من هذه الكتب، هي اليوم في عداد المفقود، وكم من خطأ وقع في المطبوع منها، جاء على الصواب في "الأسامي والكنى" لأبي أحمد.
وقد تتبعت موارده في هذه القطع التي وصلتنا منه، ورتبتها، وهذا مسرد بها:
- كتاب الأنساب، لابن الكلبي، (مفقود).
وينقل منه، ولا يذكر إسناده إليه.
- كتاب "تسمية أصحاب علي بن أبي طالب ﵁"، لأبي نعيم الفضل بن دكين (مفقود).
ويرويه عن أبي الفضل محمد بن أحمد السلمي، عن يحيى بن ساسويه، عن أحمد بن عبد الله بن حكيم، عن أبي نعيم.
- كتاب "كنى الخلفاء" لسلمة بن الفضل، (مفقود).
ويرويه عن أبي الحسين الغازي محمد بن إبراهيم بن شعيب، عن محمد بن حميد التميمي، عن سلمة بن الفضل.
- كتاب "طبقات من أهل المدينة" لمحمد بن عمر الواقدي، وغيره من كتب الواقدي (مفقود).
ويرويها عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، عن الحسن بن الجهم بن مصقلة التيمي، عن الحسين بن الفرج البغدادي، عن الواقدي.
- كتاب "الأنساب" لأبي عبيد القاسم بن سلام، (مفقود).
- كتاب الهيثم بن عدي، (مفقود).
1 / 21
ويرويه عن أبي الفضل محمد بن أحمد السلمي، عن يحيى بن ساسويه، عن أحمد بن عبد الله بن حكيم، عن الهيثم بن عدي.
- كتاب "الطبقات" لخليفة بن خياط، (مطبوع).
- كتاب "التاريخ" لخليفة بن خياط، (مطبوع).
وأغلب ما ينقله من "الطبقات"، ولكنه لم يفرق بينهما، ويرويهما عن محمد بن عيسى الجوزجاني، عن موسى بن زكريا، عن خليفة.
- كتاب عمرو بن علي الفلاس، لعله "العلل"، (مفقود).
ويرويه عن أبي الحسين الغازي، عنه.
- كتاب "تاريخ ابن معين"، رواية الدوري، (مطبوع) عدا أوراق خرمت منه. ويرويه من طريق محمد بن يعقوب، ومن طريق أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، كلاهما عن الدوري.
- كتاب "تاريخ ابن معين"، رواية المفضل بن غسان الغلابي، (مفقود). ويرويه من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، عن المفضل.
- كتاب "علل أحمد بن حنبل"، رواية عبد الله، (مطبوع).
كما أنه استقى من الروايات المختلفة عن الإمام أحمد، منها:
- رواية ابنه صالح:
ويرويها عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفرائيني، عن صالح.
- رواية البغوي:
ويرويها مباشرة عن البغوي.
- رواية إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني:
ويرويها عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي، عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، عن الجوزجاني.
- رواية علي بن سعيد النسوي:
1 / 22
ويرويها عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن علي بن سعيد النسوي.
- رواية محمد بن إسحاق الصاغاني:
ويرويها عن البغوي، عن الصاغاني.
- رواية محمد بن يحيى:
ويرويها عن مكي بن عبدان، عن محمد بن يحيى.
- رواية أبي أمية محمد بن إبراهيم:
ويرويها عن أبي نعيم الجرجاني، عن محمد بن إبراهيم.
- رواية المهنا بن يحيى:
ويرويها عن أبي العباس الثقفي، عن المهنا.
وجميع هذه الرويات مفقود الآن.
- كتاب "الكنى" للبخاري، (مطبوع) عدا نذرًا يسيرًا.
- كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري، (مطبوع).
- كتاب "التاريخ الأوسط" للبخاري، (مطبوع).
- كتاب "التاريخ الصغير" للبخاري، (مفقود).
- كتاب "الضعفاء" للبخاري، (مطبوع). ويرويها أبي أحمد الحاكم، عن شيخه أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس، عن محمد بن إسماعيل البخاري.
- كتاب "الجامع الصحيح" للبخاري، (مطبوع).
- كتاب "الكنى" لمسلم، (مطبوع).
- كتاب "الصحيح" لمسلم، (مطبوع).
- كتاب "التاريخ" لأبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، (مطبوع).
ويرويه عن أبي الليث سلم بن معاذ التميمي، عن أبي زرعة.
- كتاب "الكنى" لأبي عروبة الحراني، (مفقود).
1 / 23
- كتاب "المعجم" لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي، (مطبوع).
- كتاب "التفسير"، لأبي العباس الثقفي محمد بن إسحاق، (مفقود).
كما أن الحاكم أبا أحمد اهتم بالرواية اهتمامًا كبيرًا، فشحن كتابه بالأحاديث والآثار، وأطال النفس في بعض المواضع بذكر طرقها، واختلاف ألفاظها، وبيان عللها.
واهتم أيضًا بتبيين من ذُكِرَ فيه جرح من الرواة، فذكر فيهم أرسخ أقول أهل العلم، وفي بعض الأحيان يذكر ما آل إليه اجتهاده فيهم.
واحتوى الكتاب على تراجم جماعة من المتأخرين ممن عاصر الإمام أبي أحمد، ومن طبقة شيوخه، تكاد لا تجد مصدر ترجم لهم سوى هذا الكتاب.
وكان أبو أحمد واسع الرحلة، كثير الشيوخ، روى في كتابه هذا عن الكثير من شيوخه، وقد تجمع في مشيخة.
واحتوى الكتاب أيضًا على تعديل وتجريح لجماعة من الرواة غير المترجم لهم، يأتي ذلك عرضًا في سياق الترجمة.
ولأهمية الكتاب ونفاسته أصبح موردًا أصيلًا للكثير من كتب العلم، المتخصصة في الرجال، وغير المتخصصة، وأذكر منها على سبيل المثال:
- "الاستيعاب" لابن عبد البر، توفي سنة ٤٦٣.
- و"الأنساب المتفقة" لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، المعروف بابن القيسراني، توفي سنة ٥٠٧.
- و"الأنساب" للسمعاني، توفي سنة ٥٦٢.
- و"تاريخ دمشق" لابن عساكر، توفي سنة ٥٧١.
- و"بيان الوهم والإيهام" لابن القطان، توفي سنة ٦٢٨.
- و"تكملة الإكمال" لابن نقطة، توفي سنة ٦٢٩.
1 / 24