ورجل حاول أن يسلب الدير، فقال الناس: هذا لص شرير، وعندما سلبه الأمير حياته، قالوا: هذا أمير فاضل.
وامرأة خانت بعلها، فقال الناس: هي زانية عاهرة، ولكن عندما سيرها الأمير عارية ورجمها على رؤوس الأشهاد، قالوا: هذا أمير شريف.
سفك الدماء محرم، ولكن من حلله للأمير؟
سلب الأموال جريمة، ولكن من جعل سلب الأرواح فضيلة؟
خيانة النساء قبيحة، ولكن من صير رجم الأجساد جميلا؟
أنقابل الشر بشر أعظم ونقول هذه هي الشريعة، ونقاتل الفساد بفساد أعم، ونهتف هذا هو الناموس، ونغالب الجريمة بجريمة أكبر، ونصرخ هو العدل؟
أما صرع الأمير عدوا في غابر حياته؟ أما سلب مالا أو عقارا من أحد تابعيه الضعفاء؟ أما راود امرأة جميلة عن نفسها؟ هل كان معصوما عن هذه المحرمات، فجاز له إعدام القاتل وشنق السارق ورجم الزانية؟
ومن هم الذين رفعوا هذا اللص على الشجرة؟ أملائكة نزلوا من السماء أم رجال يغتصبون ويسرقون كل ما تصل إليه أيديهم؟
ومن قطع رأس هذا القاتل؟ أأنبياء هبطوا من العلاء أم جنود يقتلون ويسفكون الدماء أينما حلوا؟
ومن رجم هذه الزانية؟ أنساك طاهرون أتوا من صوامعهم أم بشر يأتون المنكرات ويفعلون الرذائل مختبئين بستائر الظلام؟
نامعلوم صفحہ