الحديث السادس والثلاثون
أخبرنا سيدنا وشيخنا العلامة، الحافظ، قاضي القضاة، ملك العلماء والفقهاء أبو العباس أحمد بن الفقير إلى الله - تعالى - الشيخ الإمام العلامة نور الدين أبي الحسن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، الكناني الشافعي الحاكم بالديار المصرية والممالك الإسلامية، نفع الله به الإسلام والمسلمين بطول بقائه، وذلك في إملائه بحلب المحروسة، وموضحة الركاب الشريف الملك الأشرف، ونص ذلك بتاريخ ثالث عشر شوال، سنة ست وثلاثين وثمان مئة، قال: قرأت على أم يوسف فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، بصالحية دمشق، رحمها الله، عن أحمد بن أبي طالب سماعا، قال: أخبرنا بن عثمان الكاشغري، وأنجب بن أبي السعادات، إجازة بكاتبه منهما، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، قال: أخبرنا أبوعمر بن صدي، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمر الرزاز، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنِي عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا وَفِي مَجْلِسِنَا، فَانْهَهُ عَنْ إِيذَائِنَا، فَقَالَ لِي: يَا عَقِيلُ، ائْتِ مُحَمَّدًا فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ كِبْسٍ - قَالَ طَلْحَةُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ - فَجَاءَ فِي الظُّهْرِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، فَجَعَلَ يَطْلُبُ الْفَيْءَ يَمْشِي فِيهِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الرَّمْضَاءِ فَأَتَيْنَاهُمْ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّ بَنِي عَمِّكَ زَعَمُوا أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَفِي مَجْلِسِهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، فَحَلَّقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: //٣١أ// مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي قَطُّ فَارْجِعُوا.
قال الشيخ، نفع الله المسلمين به: هذا حديث حسن، رواته موثقون، مخرج لهم في الصحيحين، إلا طلحة، ويونس، عند مسلم فقط، وفي كل منهما مقال، فاما يونس فلم ينفرد به، فقد أخرجه الطبراني في (الأوسط)، عن مُعَاذ بن المثنى، عن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُوَيْدٍ، عن عَبْد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، طَلْحَة بْنُ يَحْيَى، وقَالَ في آخره: (لاَ يُرْوَى عَنْ عُقَيْلٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ) . فإن أرد مطلقا، فروايتنا من طريق يونس ترد عليه.
1 / 47