المباركة عن نار الله ، هذه النار التي تتسلط على القلوب فتحرقها ، وليست هناك نار تحرق القلب سوى النار الالهية ، فاذا فقدت فطرة التوحيد وهي فطرة الله وحل محلها الشرك والكفر ، حينئذ لن تكون شفاعة الشافعين من نصيب الانسان بل يخلد الانسان في العذاب ، وما ادراك ما العذاب ؟ انه العذاب الذي ينبعث عن الغضب الالهي .
اذا ايها العزيز ... من اجل خيال باطل ومحبوبية بسيطة في اعين العباد الضعاف ، ومن اجل جذب قلوب الناس المساكين ، لا تعرض نفسك للغضب الالهي ، ولا تبع ذلك الحب الالهي وتلك الكرامات غير المحدودة ، وتلك الالطاف والمراحم الربانية ، لا تبعها بمحبة بسيطة عند مخلوق ليس له اي اثر ، ولا تكسب منه اية ثمرة سوى الندامة والحسرة ، عندما تقصر يداك عن هذا العالم وهو عالم الكسب ، وعندما ينقطع عملك ، وليس للندم حينئذ تنيجة ولا للانابة من فائدة .
فصل:تنبيه علمي لاستئصال جذور الرياء
نذكر هنا امرا نأمل ان يكون مؤثرا في علاج هذا المرض القلبي سواء في هذا المقام او المقامات الاخرى ، وهذا الامر مطابق للبرهان الدليل والمكاشفة والعيان واخبار المعصومين وكتاب الله ، وعقلكم يصدقه ايضا .
وهو انه نتيجة لاحاطة قدرة الله تبارك وتعالى بجميع الموجودات ، وبسطة سلطانه على جميع الكائنات ، واحاطة قيمومته بجميع الممكنات ، فان قلوب العباد جميعا هي تحت تصرفه وبيد قدرته وفي قبضة سلطانه ، ولا يتصرف ولن يتصرف احد في قلوب العباد بدون اذنه القيومي واجازته التكوينية ، وحتى اصحاب القلوب انفسهم ليست لهم القدرة على التصرف في قلوبهم بدون اذن من الله تعالى . وبهذا المعنى وردت كلمات اشارة وكناية وصراحة في القرآن وفي اخبار اهل البيت (عليهم السلام) .
اذا ، فالله تعالى هو مالك القلب والمتصرف فيه وانت العبد الضعيف العاجز لا تستطيع ان تتصرف بقلبك بدون اذنه ، بل ان ارادته قاهرة لإرادتك ولإرداة جميع الموجودات . اذن فرياؤك وتملقك ، اذا كانا لاجل جذب قلوب العباد ، ولفت نظرهم ، ومن اجل الحصول على المنزلة والتقدير في القلوب والاشتهار بالصلاح ، فان ذلك خارج كلية عن تصرفك ، وهو تحت تصرف الله ، فاله القلوب وصاحبها يوجه القلوب نحو من يشاء بل من الممكن ان تحصل على نتيجة عكسية . وقد راينا وسمعنا ان اشخاصا متملقين ومنافقين ممن لم تكن لهم قلوب طاهرة ، قد افتضحوا وبان زيفهم ففرض عليهم ما ارادوا الحصول عليه من النتائج في نهاية الاربعون حديثا :50
صفحہ 49