عذاب شديد ينتظرك بسبب تعاملك السيئ مع الناس وظلمك لهم في ذلك العالم ؟ ستفهم اي عذاب قد اعددت لنفسك بنفسك ، عندما اغتبت ؟ فان الصورة الملكوتية لهذا العمل قد اعدت لك وسترد عليك وتحشر معها ، وستذوق عذابها ، وهذه هي جهنم الاعمال وهي يسيرة وسهلة وباردة وملائمة للعاصين ، واما الذين زرعوا في نفوسهم الملكة الفاسدة والرذيلة السيئة الباطلة ، كالطمع والحرص والجدال والشره وحب المال والجاه والدنيا وباقي الملكات ، فلهم جهنم لا يمكن تصورها ، لان تصورها لتلك الملكات لا يمكن ان تخطر على قلبي وقلبك ، بل تظهر النار من باطن النفس ذاتها ، واهل جهنم انفسهم يفرون رعبا من عذاب اولئك . وفي بعض الروايات الموثقة ان هناك في جهنم واديا للمتكبرين يقال له «سقر» ، وقد شكا الوادي الى الله تعالى من شدة الحرارة وطلب منه سبحانه ان ياذن له بالتنفس ، وبعد ان اذن له تنفس ، فاحرق سقر ، جهنم (1) .
واحيانا تصبح هذه الملكات سببا في ان يخلد الانسان في جهنم لانها تسلبه الايمان ، كالحسد الذي ورد في رواياتنا الصحيحة عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ان الحسد ياكل الايمان كما تاكل النار الحطب (2) . وكحب الدنيا والجاه والمال الذي ورد في الروايات الصحيحة انها اكثر اهلاكا لدين المؤمن من ذئبين اطلقا على قطيع بلا راع ، فوقف احدهما في اول القطيع والثاني في آخره ... عن ابي عبد الله عليه السلام ما ذئبان ضاريان في غنم قد فارقها رعاؤها احدهما في اولها والآخر في آخرها فافسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم (3) .
نسال الله ان لا تؤول عاقبة المعاصي الى الملكات والاخلاق الظلمانية القبيحة ، والتي تؤول الى فقدان الايمان وموت الانسان كافرا ، لان جهنم الكافر وجهنم العقائد الباطلة اشد بدرجات واكثر احراقا وظلمة من ذينيك الجهنمين اللذين مر ذكرهما (جهنم الاعمال ، وجهنم الملكات الفاسدة) .
ايها العزيز ... لقد ثبت في العلوم العالية ان درجات الشدة غير محدودة ، فمهما تتصور انت ومهما تتصور العقول باسرها شدة العذاب ، فوجود عذاب اشد امر ممكن ايضا ، واذا لم تر برهان الحكماء ، ولم تصدق كشف اهل الرياضات ، فانت بحمد الله مؤمن تصدق الانبياء صلوات الله عليهم ، وتقر بصحة الاخبار الواردة في الكتب المعتبرة التي يقبلها جميع علماء الامامية ، وتقر صحة الادعية والمناجاة الواردة عن الائمة المعصومين سلام الله عليهم . انت الاربعون حديثا :38
صفحہ 37