261

چالیس حدیثیں

الاربعون حديثا

اصناف

الانسان عن الهدف الاصيل ، لانه مهم جدا وعظيم جدا . واذا انتبهنا الى جلال الهدف وعظمته ، تذللت جميع الصعاب من اجله . واي شيء اعظم من النجاة الابدية والروح والريحان الدائميان ؟ واي بلاء اعظم من الهلاك الدائمي والشقاء السرمدي ؟ ومع ترك التوبة والتسويف والتأجيل قد يبلغ الانسان الى الشقاء الابدي والعذاب الخالد والهلاك الدائم . وعند الورود على مقام التوبة قد يتحول الانسان الى سعيد مطلق ، ومحبوب للحق سبحانه . فاذا كان الهدف جليلا على هذا المستوى ، فلا بأس من المعاناة والآلام لايام يسيرة .

واعلم ان الدخول في مقام التوبة بالمقدار الممكن والميسور مهما كان قليلا فهو مجد وناجع . قارن امور الآخرة بالامور الدنيوية فان العقلاء اذا لم يستطيعوا ان يحققوا مبتغاهم الاعلى والارفع ،لم يتركوا الهدف الاقل ، واذا لم يستطيعوا من تحصيل الهدف الكامل المنشود فانهم لم يغضوا الطرف عن المطلوب الناقص .

وانت ايضا اذا لم تستطع ان تحقق التوبة الكاملة ، فلا تعدل عن التوبة ولا تعرض عنها وحاول ان تحققها بالمستوى المستطاع والممكن .

فصل: في نتيجة الاستغفار

من الامور الهامة التي لا بد للتائب ان يقدم عليها ، اللجوء الى مقام غفارية الله تعالى وتحصيل حالة الاستغفار ، والطلب من الحق جل جلاله ومن مقام غفارية ذاته المقدس بلسان مقاله وحاله وفي السر والعلن وفي الخلوات . الطلب منه بكل مذلة ومسكنة وتضرع وبكاء بأن يستر عليه ذنوبه ومضاعفاته . نعم ان مقام الغفارية والستارية للذات المقدس يستدعي ستر العيوب وغفران تبعات الذنوب ، لان الصور الملكوتية للاعمال بمثابة وليد الانسان ، بل ألصق من ذلك . وان حقيقة التوبة وكلمات الاستغفار بمثابة اللعان ونفى الولد .

ان الحق تبارك وتعالى بسبب غفاريته وستاريته يقطع الصلة بين وليد الانسان الصور الملكوتية للاعمال المحرمة والانسان ، بواسطة لعان المستغفر . ويحجب عن تلك المعصية كل الكائنات التي اطلعت على احوال الانسان من الملائكة ، وكتاب صحائف الجرائم ، والزمان والمكان واعضاء نفس الانسان وجوارحه ، وينسيهم جميعا تلك المعصية . كما اشير اليه في الحديث الشريف حيث يقول «ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب» ومن المحتمل ان يكون المقصود وحيه تعالى للاعضاء والجوارح وبقاع الارض ، بكتمان المعاصي الوارد في الحديث الشريف هو انساء المعاصي . كما يحتمل ان يكون المقصود من وحيه ، الامر بعدم الادلاء بالشهادة . ويمكن ان يكون المقصود رفع الآثار التي تركتها المعاصي على الاعضاء والتي بها تتم الشهادة التكوينية .

صفحہ 265