الحسن بن سعيد الحلي المحقق على الاطلاق ، عن السيد ابي علي فخار بن معد الموسوي ، عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي ، عن الشيخ محمد بن ابي القاسم الطبري ، عن الشيخ أبي علي الحسن ، عن والده شيخ الطائفة ، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، رحمه الله جامع «التهذيب والاستبصار» عن امام الفقهاء والمتكلمين ، الشيخ ابي عبد الله محمد بن النعمان «الشيخ المفيد» عن شيخه رئيس المحدثين الشيخ ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابوية القمي ، صاحب كتاب «من لا يحضره الفقيه» ، عن الشيخ ابي القاسم جعفر بن قولويه ، عن الشيخ الاجل ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني ، صاحب «الكافي» ، عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن ابي عبد الله (الامام جعفر الصادق عليه السلام) ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بعث سرية ،فلما رجعوا ، قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الاكبر ، فقيل : يا رسول الله وما الجهاد الاكبر ؟ قال : «جهاد النفس» (1) .
الشرح
«السرية» قطعة من الجيش . ويقال خير السرايا اربعمائة رجل . واما باقي مفردات الحديث فواضحة .
اعلم ان الانسان اعجوبة وله نشأتان وعالمان : نشاة ظاهرية ملكية دنيوية وهي بدنه ، ونشاة باطنية غيبية ملكوتية وهي من عالم آخر . ولنفس الانسان وهي من عالم الغيب والملكوت مقامات ودرجات قسموها بصورة عامة الى سبعة اقسام حينا ، والى اربعة اقسام حينا آخر ، وحينا الى ثلاثة اقسام ، وحينا الى قسمين . ولكل من المقامات والدرجات جنود رحمانية عقلانية تجذب النفس نحو الملكوت الاعلى وتدعوها الى السعادة . وجنود شيطانية وجهلانية تجذب النفس نحو الملكوت السفلي وتدعوها للشقاء . ودائما هناك جدال ونزاع بين هذين المعسكرين ، والانسان هو ساحة حربهما ، فاذا تغلبت جنود الرحمن كان الانسان من اهل السعادة والرحمة وانخرط في سلك الملائكة وحشر في زمرة الانبياء والاولياء والصالحين .
واما اذا تغلب جند الشيطان ومعسكر الجهل ، كان الانسان من اهل الشقاء والغضب ، وحشر في زمرة الشياطين والكفار والمحرومين .
وحيث ان هذه الاوراق ليست محلا للتفصيل ، لذلك اشير هنا بصورة اجمالية الى مقامات النفس واوجه سعادتها وتعاستها ، واوضح كيفية مجاهدتها ان شاء الله .
صفحہ 22