چالیس حدیثیں
الاربعون حديثا
اصناف
مصائب ؟ ان من يخرج عن ولاية الله ويطرد من ظل راية ارحم الراحمين لن يكون له امل في النجاة ، ولن يشفع له احد « من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه » من ذا الذي يتقدم ليشفع لمن يسخط عليه الله ويكون خارجا عن حرز ولايته ، وقد انقطع حبل المودة بينه وبين مالك الرقاب ؟ واسوأتاه ! واحسرتاه على ما نفعله بانفسنا ! لم يفتأ الانبياء والاولياء يصرخون في آذاننا ويريدون ايقاظنا من النوم ، ولكننا نزداد غفلة وشقاء يوما بعد يوم .
ومن مفاسد هذا الخلق الذميم ، كما يقول العلماء ، ضيق القبر وظلمته . اذ انهم يقولون ان صورة هذا الخلق الفاسد الرديء ، التي فيها ضيق نفساني وكدر قلبي ، تشبه ضيق القبر وظلمته ، اذ ان ضيق القبر او اتساعه منوط بضيق الصدر او انشراحه .
روي عن الامام الصادق عليه السلام الى ان قال ، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في جنازة «سعد» وقد شيعه سبعون الف ملك . فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راسه الى السماء ثم قال : مثل «سعد» يضم ؟ قال : قلت جعلت فداك انا نحدث انه كان يستخف بالبول فقال معاذ الله ، انما كان من زعارة في خلقه على اهله (1) .
ان الضيق والضغط والكدر والظلام الذي يحصل في القلب بسبب الحسد قلما يوجد في خلق فاسد آخر . وعلى اي حال ان صاحب هذا الخلق يعيش في الدنيا معذبا مبتلى ، ويكون له في القبر ضيق وظلمة ، ويحشر في الآخرة مسكينا متالما .
هذه هي مفاسد الحسد نفسه دون المفاسد الخلقية الاخرى ، او الاعمال الفاسدة الباطلة ، التي يمكن ان تتولد عن الحسد ، وقلما يتفق ان لا تتولد عن الحسد مفاسد اخرى بل ان عددا من السيئات الاخلاقية والاعمال الباطلة الاخرى تكون وليدة الحسد ، كالكبر في بعض الحالات ، كما سبق ، والغيبة ، والنميمة ، والشتم ، والايذاء ، وغير ذلك مما هو من الموبقات والمهلكات .
فعلى الانسان العاقل ان يشمر عن ساعد الجد لينقذ نفسه من هذا العار وايمانه من هذه النار المحرقة والآفة الصعبة ، وان ينجو بنفسه من ضغط الفكر وضيق الصدر في هذه الدنيا وهما نوعان من العذاب المرافقان للعمر كله وكذلك من الضيق والظلمة في القبر وفي البرزخ ، ومن غضب الله تعالى . على الانسان ان يفكر قليلا ليدرك ان امرا له هذا القدر من المفاسد يجب ان يعالج ، مع العلم ان حسدك لن يضر المحسود . فلا تزول نعمته بمجرد حسدك له ، بل يكون له نفع دنيوي واخروي ، وذلك لان شقاءك وحزنك وانت عدوه وحاسده يعد نفعا له . فهو يرى انه متنعم وانت معذب بتنعمه ، وهذه نعمة له . فاذا انتبهت لهذه النعمة الثانية التي تتوفر الاربعون حديثا :112
صفحہ 111