Arab Thought in the Renaissance Era

Albert Hourani d. 1413 AH
89

Arab Thought in the Renaissance Era

الفكر العربي في عصر النهضة

ناشر

دار النهار للنشر بيروت

اصناف

مجالًا للتعبير عن أفكارهم وانتقاداتهم في الصحف التركية التي أخذت تظهر في الإمبراطورية وفي غربي أوروبا معًا منذ ١٨٦٠. وفي منتصف الستينيات أقدموا على خطوة أشد جرأة، وهي القيام بأول محاولة لتنظيم حزب سياسي، فأسسوا، برعاية عضو من الأسرة الخديوية في مصر، مصطفى فاضل باشا وعضوية ضياء باشا، ونامق كامل، حزب «الشباب العثماني» في إسطنبول أولًا، ثم نقلوا مركزه إلى باريس. وكان للجريدة التي أنشأوها بعض التأثير، لكن الحزب انحل بعد ١٨٧١، عندما سمح لزعمائه بالعودة من المنفى. كان «الشباب العثمانيون» ليبراليين، لكنهم كانوا أيضًا مسلمين أتراكًا يحبون وطنهم. وقد اعترى تفكير هم توتر خفي لم يكن ليظهر جليًا إلا لدى الجيل اللاحق. وفي القاهرة، نشأ فريق آخر على نهج من التفكير مماثل، امتزجت فيه الليبرالية الإسلامية العثمانية بشيء آخر، إلا أن هذا الشيء الآخر كان هنا محبة الوطن المصري. وكان أول كاتب حلل فكرة الأمة المصرية وحاول شرحها وتبريرها، استنادًا إلى اعتبارات إسلامية، رفعت بدوي رافع الطهطاوي (١٨٠١ - ١٨٧٣) (١). كان الطهطاوي من عائلة قديمة، توارثت العلوم الدينية، وأقامت في مدينة طهطا في مصر العليا، فإذا بالظروف تخرجه من العالم القديم لتزجه في العالم الجديد. فقد أدت تدابير محمد علي، القاضية بالحجز على الالتزامات، إلى تجريد عائلته من ثروتها، دون أن تتمكن من سلبها ذوقها العلمي، فذهب الطهطاوي الشاب في ١٨١٧، أسوة بأجداده، إلى الأزهر للدراسة. وهناك تابع الدراسات المعروفة في المنهاج القديم، إلا أنه ربما استشف للمرة الأولى هناك صورة العالم الجديد. فالأستاذ الذي أثر فيه أشد التأثير كان الشيخ حسن العطار، أحد علماء العصر الكبار، وأحد المصريين الذين، لعشرين سنة خلت، زاروا معهد بونابرت المصري وتعرفوا فيه إلى شيء من علوم أوروبا الجديدة. ولعل الطهطاوي قد تعلم من أستاذه العطار شيئًا عنها،

1 / 91