آراء اہل مدینہ فاضلہ اور اُن کے مخالفین

ابو نصر فارابی d. 339 AH
136

آراء اہل مدینہ فاضلہ اور اُن کے مخالفین

آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها

اصناف

هذه الخيرات كلها أو بعضها ليفوز بها آخرون ، ممن يعجز عن المجاهدة بأخذها وبالغلبة عليها.

فإن المتمسك بهذه يظن به أنه غير حريص عليها ، ويظن به الخير؛ فيركن إليه ولا يحذر ولا يتقى ولا يتهم ، بل يخفى مقصده وتوصف سيرته أنها الإلهية؛ فيكون زيه وصورته وصورة من لا يريد هذه الخيرات لنفسه؛ فيكون ذلك سببا لأن يكرم ويعظم ويوسل لسائر الخيرات ، وتنقاد النفوس له ، فتحبه فلا تنكر ارتكاب هواه في كل شيء ، بل يحسن عند الجميع قبيح ما يعمله ، ويصير بذلك إلى غلبة الجميع على الكرامات والرئاسات والأموال واللذات ونيل الحرية ، فتلك الأشياء انما جعلت لهذه.

وكما أن صيد الوحوش ، منه ما هو مغالبة ومجاهدة ، ومنه ما هو مخاتلة ومكايدة ، كذلك الغلبة على هذه الخيرات أن تكون بمغالبته ، أو تكون بمخاتلته. ويطارد بأن يتوهم الانسان في الظاهر أن مقصده شيء آخر غير الذي هو بالحقيقة مقصده ، ولا يحذر ولا يتقي ولا ينازع ، فيناله بسهولة.

فالمتمسك بهذه الأشياء والمواظب عليها ، متى كان إنما يفعل ذلك ليبلغ الشيء الذي جعل هذه لأجله ، وهو المواتاة بها في الظاهر ليفوز باحدى تلك الخيرات أو بجميعها ، كان عند الناس مغبوطا. فيزداد بيقين وحكمة وعلم ومعرفة ، جليلا عندهم ، معظما ممدوحا؛ ومتى كان يفعل ذلك لذاته لا لينال به هذه الخيرات ، كان عند الناس مخدوعا ، مغرورا ، شقيا ، أحمق ، عديم العقل ، جاهلا بحظ

صفحہ 156