356

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

ناشر

دار الهلال

ایڈیشن نمبر

الأولى

پبلشر کا مقام

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

اصناف

وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي، فخرج حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة، فوقف عليه، وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال:
يا رب إني ناشد محمدا ... حلفنا وحلف أبيه الأتلدا «١»
قد كنتم ولدا وكنا والدا «٢» ... ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر، هداك الله، نصرا أيدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله، قد تجردا ... أبيض مثل البدر، يسمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل، وأقل عددا ... هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا «٣»
فقال رسول الله ﷺ: نصرت يا عمرو بن سالم، ثم عرضت له سحابة من السماء فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب.
ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة، حتى قدموا على رسول الله ﷺ المدينة، فأخبروه بمن أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، ثم رجعوا إلى مكة.
أبو سفيان يخرج إلى المدينة ليجدد الصلح
ولا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدرا محضا ونقضا صريحا للميثاق لم يكن له أي مبرر، ولذلك سرعان ما أحست قريش بغدرها، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة، فعقدت مجلسا استشاريا، وقررت أن تبعث قائدها أبا سفيان ممثلا لها، ليقوم بتجديد الصلح.
وقد أخبر رسول الله ﷺ أصحابه بما ستفعله قريش إزاء غدرتهم. قال: «كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد، ويزيد في المدة» .
وخرج أبو سفيان- حسب ما قررته قريش- فلقي بديل بن ورقاء بعسفان- وهو راجع

(١) الأتلد: القديم، يشير إلى الحلف الذي كان بين خزاعة وبين بني هاشم منذ عهد عبد المطلب.
(٢) يشير إلى أم عبد مناف- وهي حبي زوجة قصي- كانت من خزاعة.
(٣) يقول: قتلنا وقد أسلمنا.

1 / 363