Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
ناشر
دار الهلال
ایڈیشن نمبر
الأولى
پبلشر کا مقام
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
اصناف
ليال براحلتيهما، فلما كانت ليلة الإثنين- غرة ربيع الأول سنة ١ هـ/ ١٦ سبتمبر سنة ٦٢٢ م- جاءهما عبد الله بن أريقط بالراحلتين وحينئذ قال أبو بكر للنبي ﷺ بأبي أنت يا رسول الله، خذ إحدى راحلتي هاتين. وقرب إليه أفضلهما. فقال رسول الله ﷺ:
بالثمن.
وأتتهما أسماء بنت أبي بكر ﵄ بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما، فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها عصام، فشقت نطاقها باثنين، فعلقت السفرة بواحد، وانتطقت بالآخر، فسميت ذات النطاقين «١» .
ثم ارتحل رسول الله ﷺ وأبو بكر ﵁، وارتحل معهما عامر بن فهيرة، وأخذ بهم الدليل- عبد الله بن أريقط- على طريق السواحل.
وأول من سلك بهم بعد الخروج من الغار أنه أمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، وسلك طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا.
وقد ذكر ابن إسحاق المواضع التي مر بها رسول الله ﷺ في هذا الطريق قال: لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل من عسفان، ثم سلك بهما على أسفل أمج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديدا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما الخرار، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم سلك بهما لقفا، ثم أجاز بهما مدلجة لقف، ثم استبطن بهما مدلجة مجاح، ثم سلك بهما مرجح محاج، ثم تبطن بهما مرجح ذي الغضوين، ثم بطن ذي كشر، ثم أخذ بهما على الجداجد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم، من بطن أعداء مدلجة تعهن، ثم على العبابيد، ثم أجاز بهما الفاجة، ثم هبط بهما العرج، ثم سلك بهما ثنية العائر- عن يمين ركوبة- حتى هبط بهما بطن رئم، ثم قدم بهما على قباء «٢» . وهاك بعض ما وقع في الطريق:
١- روى البخاري عن أبي بكر الصديق ﵁ قال: أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي ﷺ مكانا بيدي، ينام عليه، وبسطت عليه
(١) صحيح البخاري ١/ ٥٥٣، ٥٥٥، وابن هشام ١/ ٤٨٦. (٢) ابن هشام ١/ ٤٩١، ٤٩٢.
1 / 151