و«مي» بنت أصل، جمال ومال، أنا صاحب ملايين ومهما زاد الخير نفع، ولكنها متكبرة تحتقر البشر، نظرت بعينك كيف سلمت بتواضع على الرعيان وسألتهم عن أحوالهم، إذا أنا ما حاسنتهم وجاملتهم يسرقوني ... وواحدة مثلها لا تطيق الراعي يخش في البيت.
و«سلمى» دينها ومعبودها دفاتر الموض الجديدة، تسأل مأمور البوسطة عنها كل يوم، حديثها وشغلها البيزيك والباصرة، وأنا مشغول مع المديونين وكلهم ملوك وسلاطين.
و«جوزفين» حلوة جدا ولكنها تقامر، بطير التركة إذا استولت عليها بعدي. - العمر الطويل يا شيخ براهين. - وعمرك يطول، تدك بيرا ووسكي حتى تنتفخ، فما رأيك ببيت صاحب ملايين مثلي يصير قهوة للرائح والجائي؟
وحملق بي وقال: ربما قلت لي خذ «سنية»، آه من «سنية»! كنت فكرت فيها، ولكن نفرت منها بعدما سمعتها تسب إخوتها، وتلعن أمها، وتظل معبسة بوجه أهل بيتها، مع أنها تبتسم لعابر الطريق ، لا شك أنها تعاملني كأهلها متى رفعنا الكلفة.
و«مرتا» كسلانة لا تفيق إلا قرب الظهر، ثم يمضي النهار بين غسل وجه، وضفر شعر، ونتف حواجب. الشغل عندها عيب، إذا عملت فنجان قهوة تذمرت وقالت: تقبر القهوة ما أثقل دمها. بحياتك خبرني أين تصير الملايين إذا تزوجت واحدة مثلها؟ أكثر المديونين عدوهم الدفع، ومن يقيم دعوى على سلطان وإمبراطور؟! قل لي. - لماذا دينتهم؟ - دينتهم يا سيدي، علقنا. سماع أكف لك، و«بهية» زرناها فقعدنا على كرسي مخمل عليه شبر غبار، بيتها منبوش مثل شعرها، شعر جنية، ثياب موسخة، فما يصير بحال الشيخ براهين إذا أخذها؟
انظر ترتيب ثيابي ونظافتي ... كيف ... هكذا يكون صاحب الملايين.
و«هيلانة» لسانها مثل المبرد، شغلها الحكي في قفا الناس، رفيقاتها عدواتها، حمارة متفلسفة، قالت: إبراهيم من يأخذه؟! نسيت المجنونة أن إبراهيم تلميذ عينطورة، يحكي الفرنساوي مثل البلبل: ناسبا موسيو؟ بارول دونور جاتيه لابرميه دان ما كلاس. جميلة هيلين لو ما تكون مدعية متعجرفة.
و«سعدى» وقحة، متفرنجة لا تنطق إلا بالسب واللعنات، تصرف فوق طاقة أهلها، تضرب الخادمة كما تضرب الحيوان، هذي من يقاربها يا شيخ؟
قلت: لا أحد.
فقال: إذن الحق معي.
نامعلوم صفحہ