92

اقمار مشتری

أقمار المشتري

اصناف

تبسم جاك الذي كان يجول بكرسيه المتحرك عبر الغرفة بطريقة خرقاء - عادة في شكل دوائر - استجابة لتعليقها. كانت ابتسامته فطنة وساخرة، ولم تتماش قط مع هيئته التي تشي بعجزه. لوحت إليه السيدة كروس أن يقترب، وتحركت هي نحوه قاطعة جزءا من الطريق لتلتقي به. عرفته بنفسها وبالسيدة كيد. ففتح فاه وقال: «أنا ... أنا ... أنا.»

قالت السيدة كروس مشجعة إياه: «نعم، ماذا؟»

كرر جاك: «أنا ... أنا ... أنا.» وضرب الهواء بيده اليمنى، وسالت الدموع من عينيه.

سألته السيدة كيد: «هل تلعب معنا الورق؟»

قالت السيدة كروس: «يجب أن أكمل هذه اللعبة. أهلا بك إن شئت أن تجلس وتشاهد اللعب. هل لعبت الورق من قبل؟»

أخرج يده اليمنى من جانبه وأمسك بكرسيها، ومال برأسه منتحبا. حاول أن يرفع يده اليسرى كي يمسح دموعه، لكنه لم يستطع رفعها إلا مسافة قصيرة ثم سقطت في حجره مرة أخرى.

قالت السيدة كروس بصوت خفيض: «حسنا.» ثم تذكرت ما يجب أن تفعله عندما يبكي الأطفال؛ تذكرت كيف كانت تخرجهم من هذه الحالة بمزاحها الساخر. قالت وهي تميل ناحيته: «كيف يمكن أن أحزر ما تقول إذا كنت تبكي؟ تحل بالصبر. تعرفت على أناس أصيبوا بالسكتات الدماغية واستعادوا قدرتهم على الكلام. نعم، تعرفت على أمثالك. يجب ألا تبكي؛ فبكاؤك لن يجدي نفعا. تمهل في النطق. هيا قل: بوو ... هوو ... هوو. بوو ... هوو ... هوو. ستجعلنا نبكي إلى جوارك - أنا والسيدة كيد - لو ظللت على تلك الحالة.»

كانت هذه هي بداية تعهد السيدة كروس جاك بالرعاية ؛ فقد ساعدته على الجلوس ومشاهدة لعبة الورق، وتجفيف دموعه، إلى حد ما، وإصدار ضجيج كبديل للكلام عوضا عن محاولاته البائسة للكلام (أنا ... أنا ... أنا). شعرت السيدة كروس بأن شعورا ما يتطور بداخلها؛ كان شعورا بقدرتها القديمة على تحمل المسئولية والرعاية، وكفاءتها في وضع الخطط التي إن طبقت كما ينبغي يستحيل أن يستشفها من تطبق عليهم.

لكن السيدة كيد تستطيع أن تستشفها.

فقالت: «لا يمكن أن أطلق على هذه لعبة الورق.» •••

نامعلوم صفحہ