قال وهو يمسح جانب فمه بعد أن قضم جزءا من بيضة مسلوقة: «أوه، كانت امرأة تدير في الماضي مطعما صغيرا بالقرب من رصيف الميناء. قالت إنها كانت طاهية ماهرة. لا بد من أنها كانت كذلك؛ لأن ويلا وإديث اعتادتا إحضار غدائهما منها. وكانت ترسله إليهما مع أخيها بسيارته. ولكن أحيانا لم يكن الغداء يرضي ويلا - ربما لم يكن كما تريده، أو كانت تعتقد أنه غير مطهو كما ينبغي - وكانت تعيد إرساله إليها، وتطلب إرسال غداء آخر.» ابتسم وقال بنبرة واثقة: «يمكن أن تكون ويلا متكبرة. أوه، أجل. لم تكن مثالية. جميع الأشخاص ذوي القدرات العظيمة ميالون لأن يتعاملوا بنفاد صبر مع الأمور اليومية.»
هذا هراء، يبدو أنها كانت شديدة التعجرف. هكذا أرادت ليديا أن تقول.
أحيانا يكون الاستيقاظ سهلا، وفي أحيان أخرى يكون شديد الصعوبة. وهذا الصباح استيقظت ليديا ولديها اقتناع مسيطر عليها بوجود خطأ ما - شيء يمكن تجنبه ويتعذر إصلاحه.
تابع السيد ستانلي: «ولكن أحيانا كانت تأتي هي وإديث إلى المقهى إذا شعرتا بأنهما في حاجة إلى بعض الرفقة، كانتا تذهبان إلى تناول الغداء هناك. وفي إحدى هذه المناسبات تحدثت ويلا طويلا مع المرأة التي زارتها. تحدثتا لأكثر من ساعة. كانت المرأة تفكر في الزواج، وكان عليها أن تقرر ما إن كانت ستتزوج أم لا؛ زواجا - حسبما فهمته - أشبه بعرض عمل، أو رفقة. ما كان هناك من سبيل للرومانسية؛ فهي والرجل لم يكونا صغيرين وساذجين. تحدثت ويلا معها لأكثر من ساعة. وبالطبع لم تنصحها مباشرة بعمل هذا أو ذاك، بل تحدثت معها بشكل عام بتعقل ولطف تام وما زالت المرأة تذكر هذا بوضوح. كنت سعيدا لسماعي هذا ولكني لم أتفاجأ.»
قالت ليديا: «ما الذي كانت ويلا تعرفه عن الزواج على أية حال؟»
رفع السيد ستانلي عينيه عن طبقه وتطلع إليها في دهشة حزينة.
قالت ليديا: «ويلا كاثر كانت تعيش مع امرأة.»
عندما أجاب السيد ستانلي بدا مرتبكا، ووبخها دون حدة. «لقد كانتا مخلصتين إحداهما للأخرى.» «لم تعش مع رجل قط.» «كانت على علم بشئون الزواج بطبيعة كونها فنانة، وليس بالضرورة بالخبرة بها.»
أصرت ليديا: «لكن ماذا لو لم تكن تعرف شيئا عنها؟ ماذا لو لم يكن هذا هو الحال؟»
عاد لتناول بيضته كأنه لم يسمعها. ثم قال أخيرا: «اعتبرت المرأة حديث ويلا معها مفيدا جدا بالنسبة إليها.»
نامعلوم صفحہ