Aqeedah Ahlus-Sunnah Concerning the Companions by Nasir bin Ali
عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي
ناشر
مكتبة الرشد،الرياض
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
لا يموتون فيها ولا يخرجون منها ذلك الفوز العظيم"أ. هـ١.
وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: "قوله ﷿ ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ﴾ الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم وفارقوا أوطانهم، ﴿وَالأَنْصَارِ﴾ أي: ومن الأنصار هم الذين نصروا رسول الله ﷺ على أعدائه من أهل المدينة وآووا أصحابه ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ قيل: بقية المهاجرين والأنصار سوى السابقين الأولين، وقيل: هم الذين سلكوا سبيلهم بالإيمان والهجرة، أو النصرة إلى يوم القيامة. وقال عطاء٢: هم الذين يذكرون المهاجرين والأنصار بالترحم والدعاء، وقال أبو صخر حميد بن زياد٣: أتيت محمد بن كعب القرظي فقلت له: ما قولك في أصحاب رسول الله ﷺ وأردت الفتن - فقال: جميع أصحاب النبي ﷺ في الجنة محسنهم ومسيئهم فقلت من أين تقول هذا، فقال اقرأ قول الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ﴾ إلى أن قال: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ وقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ شرط في التابعين شريطة وهي أن يتبعوهم في أفعالهم الحسنة دون السيئة قال أبو صخر: فكأني لم أقرأ هذه الآية قط"أ. هـ٤.
وقال العلامة ابن كثير: عند قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ﴾ الآية "يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم، والنعيم المقيم ... فيا ويل من أبغضهم، أو سبهم، أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما
_________
١ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ١١/٦، ٩.
٢ـ هو عطاء بن أسلم بن صفوان تابعي من أجلاء الفقهاء ولد في جند باليمن ونشأ بمكة فكان مفتي أهلها ومحدثهم، ولد سنة سبعة وعشرين وتوفي سنة أربعة عشرة ومائة هجرية، انظر: ترجمته في تذكرة الحفاظ ١/٩٨، تهذيب التهذيب ٧/١٩٩-٢٠٣، صفوة الصفوة ٢/٢١١.
٣ـ هو حميد بن زياد أبو صخر بن أبي المخارق الخراط صاحب العباء مدني سكن مصر ... صدوق يهم من السادسة، توفي سنة ٨٩، التقريب ١/٢٠٢، التهذيب ٣/٤١.
٤ـ تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل على حاشية تفسير الخازن ٣/١١٤.
1 / 128