القول الثالث: إنهم أهل بدر قاله عطاء بن أبي رباح.
القول الرابع: إنهم جميع أصحاب رسول الله ﷺ حصل لهم السبق بصحبته.
القول الخامس: إنهم السابقون بالموت والشهادة سبقوا إلى ثواب الله تعالى قاله الماوردي١.
القول السادس: إنهم الذين أسلموا قبل الهجرة٢.
قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: "واختلفوا في أول من آمن برسول الله ﷺ بعد امرأته مع اتفاقهم على أنها أول من آمن برسول الله ﷺ.
فقال بعضهم: أول من آمن وصلى علي بن أبي طالب ﵁ وهو قول جابر وبه قال مجاهد وابن إسحاق أسلم وهو ابن عشر سنين.
وقال بعضهم: أول من آمن بعد خديجة أبو بكر الصديق ﵁ وهو قول ابن عباس وإبراهيم النخعي والشعبي.
وقال بعضهم: أول من أسلم زيد بن حارثة وهو قول الزهري وعروة وابن الزبير، وكان إسحاق بن إبراهيم الخنظلي يجمع بين هذه الأقوال فيقول أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق ﵁ ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب ﵁، ومن العبيد زيد بن حارثة.
قال ابن إسحاق: فلما أسلم أبو بكر ﵁ أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله وكان رجلًا محببًا سهلًا وكان أنسب قريش وأعلمها بما كان
١ـ هو علي بن محمد بن حبيب أبو الحسن الماوردي من العلماء الباحثين، ومن أصحاب التصانيف الكثيرة ولد في البصرة سنة أربع وستين وثلاثمائة، وتوفي سنة خمسين وأربعمائة، انظر: ترجمته في تاريخ بغداد ١٢/١٠٢، شذرات الذهب ٣/٢٨٥-٢٨٦، البداية والنهاية ١٢/٨٧، وانظر: قوله في تفسيره ٢/١٦٠.
٢ـ زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ٣/٤٩٠-٤٩١.