اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک

جاك تاجر d. 1371 AH
98

اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

اصناف

كان الصليبيون فرسانا لا يخشون الموت، مهروا في فنون المبارزة والقتال، وكانوا يرتكزون على شجاعتهم وغلظتهم للظفر بالعدو والانتصار عليه، وكانوا يأنفون، لزهوهم وكبريائهم، الالتجاء إلى الطرق السلمية أو الدبلوماسية ليصلوا إلى رغباتهم، ويقول المؤرخ «ميشيو»

Michaud : «كان البارونات والنبلاء يجهلون، لغلظتهم، الكلمات المعبرة عن حقوق المرء، وكان أفق علمهم قاصرا على ميادين الحروب، وهي سياسة الأمراء والدول في ذلك العصر.»

1

وينقل إلينا «ميشو»، من بين الروايات القديمة، هذه القصة التي تكشف لنا عن عقلية هؤلاء الفرسان في القرون الوسطى، «بينما كان عدد من الأمراء الفرنسيين يقومون بفروض الاحترام للإمبراطور «الكسيس» ساعة استقبالهم لهم، ذهب الكونت «روبير دي باري» وجلس بجانبه فأمسكه «بودوان دي هينو» من ذراعه وقال له: «اعلم أنه يجب احترام تقاليد البلاد التي نقدم إليها.» فأجابه «روبير»: «أحقا تقول؟ كيف يجلس هذا الفلاح بينما يقف هذا العدد الكبير من القواد العظام؟» وأراد الإمبراطور أن يفهم معنى هذا الحديث، فلما انصرف النبلاء من عنده، استبقى «روبير» وسأله عن أصله وعن وطنه، فأجابه: «إني فرنسي ومن أعرق النبلاء، وإني لا أعرف إلا شيئا واحدا، ذلك أن يوجد بالقرب من كل كنيسة ساحة يذهب إليها كل من يحترق شوقا لإظهار شجاعته، وقد ذهبت إليها عدة مرات، فلم يجرؤ أحد على منازلتي.».

2

فالصليبيون إذا ورطوا أنفسهم في مغامرة خطيرة للغاية لاعتمادهم على السيوف فقط، وإذا أدى الحماس إلى زيادة عددهم بكثرة، فإن الجيوش تحركت دون أن تتخذ أية حيطة، وقد تقدمها جمع غفير من الحجاج غير المسلحين، فهبوا متأثرين بخطب بطرس الراهب وبتعصبهم الديني، فواجهوا الموت بارتياح، وقد أبادهم الأتراك تقريبا عن آخرهم.

وسافرت بعد ذلك جيوش البارونات المسلحة، وقد بلغ عدد جنودها نصف مليون تقريبا غير أن النظام كان ينقصها، ولم يكن عليها قائد واحد، وكان الخلاف في كثير من الأحيان يدب بينهم، وكان كل فريق يميل إلى العمل حسب هواه، فتحمل الجيش من جراء ذلك مضايقات خطيرة وخسائر فادحة رغم تفوق قواته على قوة المدافعين المسلمين، كما أن ملابس الجند كانت ثقيلة بالنسبة لمناخ بلاد حارة كفلسطين، ثم إنهم لم يفكروا في استقدام أسلحة للحصار، بل عرقلوا عملياتهم الحربية بجيش من النساء، عطل حركاتهم وأبطأ تقدمهم واستهلك مؤنهم.

ثم إن الصليبيين كانوا يجهلوا طبيعة البلاد التي اجتاحوها، وكانوا لا يستعينون في أغلب الأحيان بالمرشدين أو الأدلاء، وهناك رواية، نجهل مصدرها، تقول: إن الوطنيين، واسمه قراقوش «؟»، هو الذي لفت نظر «فيليب أوغست» إلى أن مصر مفتاح سوريا، ومن ذلك الحين، تعددت حملات الصليبيين على وادي النيل بقصد قطع دابر هجمات العرب والاستيلاء على بلاد مشهورة بتربتها الخصبة،

3

ولما دخلوا الأراضي المصرية، كانوا أبعد الناس معرفة بأحوال فيضان النيل وما يترتب عليه، فتقدموا غير مبالين بالعواقب، حتى حان موعد فتح السدود ففاضت الترع والقنوات وحاصرت جيوشهم واضطرتهم إلى التسليم، وبلغ بهم الجهل بنظم البلاد السياسية حد إطلاقهم على الوزير الأفضل شاهنشاه لقب «ملك بابليون».

نامعلوم صفحہ