اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
اصناف
وكان الأقباط يفضلون الحبس على دفع الضرائب كما كان بعضهم يلتجئ إلى الأديرة؛ حيث كانت الرهبنة تعفيهم من الجزية مدى الحياة، ويقول المؤرخ «رينودو»: «إن عدد الرهبان ازداد إلى درجة جعلتهم يقيمون كل يوم صوامع جديدة».
46
وقد اكتفى بعضهم بتغيير محال إقامتهم بعد أن انتهت السلطات من تعداد السكان وأقاموا في نواح أخرى لم تدرج أسماؤهم في قوائم الضرائب، هذا عدا الأقباط الذين كانوا يعتنقون الإسلام هربا من دفع الجزية، وكان عددهم يزداد سنة بعد أخرى.
صرح مؤرخو العرب أن مجموع الضرائب الذي بلغ في الماضي عشرين مليون دينار، هبط في عهد عمر بن الخطاب إلى اثني عشر مليونا، ثم ارتفع إلى أربعة عشر مليونا إبان ولاية عبد الله بن سعد،
47
وما لبث أن هبط بسرعة بعد ذلك، ففي خلافتي الأمويين والعباسيين، لم تصل قيمة الضرائب المجموعة على الثلاثة ملايين.
48
وبينما كان الدخل ينقص أخذت المصروفات تزداد، فكانت الرغبة في القيام بفتوحات جديدة وضرورة تأمين سلامة الإمبراطورية تقتضيان الاحتفاظ بجيوش وفيرة وكاملة العتاد، كما اقتضت المحافظة على الأمن الداخلي إنشاء قوة بوليسية منذ الساعة الأولى.
وكانت المسائل المالية شغل الخلفاء الشاغل، فقد حاولوا أول الأمر أن يضغطوا الميزانية، ولما كان الجيش يستنفد الجزء الأكبر من الدخل، حاولوا تخفيض أجور الجند، إلا أنهم باءوا بالفشل الذريع أربع مرات متتالية في القرن الأول للهجرة، ولم يكن أمامهم بعد ذلك سوى البحث عن حلول أخرى لا تعرضهم للخطر، فلجئوا إلى زيادة الضرائب على المدنيين.
49 (3-4) الإجراءات في سبيل زيادة الدخل
نامعلوم صفحہ