اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
اصناف
25
وينقل إلينا أيضا ابن عبد الحكم الحادثين التاليين: «خرج أبو سلمة بن عبد الرحمن يريد الإسكندرية في سفينة، فاحتاج إلى رجل يقذف به، فسخر رجلا من القبط، فكلم في ذلك فقال: إنما هم بمنزلة العبيد إن احتجنا إليهم.»، أما الحادث الآخر، فهو «أن رجلا أسلم في عهد عمر بن الخطاب، فقال: «ضعوا الجزية عن أرضي»، فقال عمر: «لا إن أرضك فتحت عنوة.»، ويستشهدون أيضا بعمرو نفسه، فقد أتى يوما إلى المسجد وقال علنا: «لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد إلا أهل أنطابلس، فإن لهم عهدا يوفى لهم به، إن شئت قتلت، وإن شئت خمست وإن شئت بعت.».
26
وقد رأى نهائيا بعض الفقهاء أنه من الأوفق أن يصرحوا أن مصر فتحت صلحا فيما عدا قرى «سلتيس» و«مازيل» و«بلهيت»، وأيضا مدينة الإسكندرية التي قاومت الفتح.
27
ويتضح من ذلك أن المسألة لم تحل إلى الآن، والذين يدعون أن مصر فتحت صلحا رجحوا رأيهم لأسباب حربية وسياسية واقتصادية، ولجئوا إلى الفقهاء لإثبات صحة نظريتهم. (2-4) تسامح عمرو في إدارته
لم نعد في حاجة إلى الإثبات بعد الآن أن العرب ساروا في سياستهم حسب مقتضيات الحال، ولدينا مثل آخر: أراد العرب أن يؤمنوا حدود مصر الجنوبية في أثناء حملتهم على ليبيا، فبادروا إلى إبرام معاهدة مع أهل النوبة المسيحيين، وأطلق المؤرخون العرب على هذه المعاهدة اسم «البقط» غير أن القواد لم يروا ما يمنعهم من نقض هذه المعاهدة بحجة أنه «ليس بين أهل مصر والأساود عهد إنما كانت هدنة أمان بعضنا مع بعض نعطيهم شيئا من قمح وعدس ويعطوننا رقيقا»، ولما غزا عقبة بن نافع أهل طرابلس وهزمهم،سألوه ان يصالحهم ويعاهدهم، فأبى عليهم وقال: «إنه ليس لمشرك عهد عندنا، إن الله عز وجل يقول في كتابه:
كيف يكون للمشركين عهد .».
28
أما في مصر فقد نفذ عمرو بن العاص أوامر الخليفة عمر؛ لأنها كانت تتفق ومطامعه الشخصية، فكان تسامحه على مصر في أثناء ولايته مثار دهشة المصريين وإعجابهم.
نامعلوم صفحہ