اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
اصناف
يعينهم الإمبراطور رأسا ويكونون مسئولين أمامه مباشرة، وكان هؤلاء المحافظون في البداية من الأجانب، ثم ما لبث أن حل مكانهم الوطنيون، وكان المحافظون يجمعون بين السلطتين المدنية والعسكرية.
ويتبين من ذلك جليا المهمة التي وكلت إلى هذا الجيش الذي كان يرأسه المدنيون ، نعم إنه كان مكلفا بالدفاع عن أراضي مصر، إلا أنه قصر في ذلك أيما تقصير عندما دخل الفرس مصر عام 619؛ أي: قبل الفتح الإسلامي بزمن قليل.
وسبب ذلك أن الجيش كان مرهقا بأعمال بوليسية، كالضرب على أيدي اللصوص والمحافظة على الأمن ومساعدة محصلي الضرائب، والتدخل لصالح الإمبراطورية في الخلافات المذهبية، فلم يوجد جيش بمعنى الكلمة يتفرغ للقتال، وأن ما كان يطلق عليه خطأ هذا الاسم لم يكن إلا قوة بوليسية ليس لها قيادة موحدة، ولا قائد عسكري، بل كانت موزعة على خمسة رؤساء مدنيين يتمتعون بسلطات مماثلة.
ويقول ماسبيرو: إن هذا الجيش كان يتألف من 23 ألف رجل، وإن هذا العدد كان كافيا أو قل - أكثر من الكافي - لصد الاثني عشر ألف أو الخمسة عشر ألف مقاتل الذين وضعوا تحت إمرة عمرو، ولا سيما أنه كان يحتمي وراء تحصينات، ولكن بينما كان العرب كلهم تحت قيادة مركزة وكانوا يهجمون على العدو بقوات كبيرة، لم يفكر البيزنطيون قط في وضع خطة للدفاع مبنية على التعاون، وهكذا، بينما كان العرب يشددون الخناق على حصن بابليون، لم يأت محافظ واحد لنجدة المحاصرين، فقد كان كل واحد منهم ينتظر بدوره هجمات العدو، مما جعل العرب يتفرقون دائما على البيزنطيين من حيث العدد.
ويجمل جان ماسبيرو أسباب الانتصارين الفارسي والعربي بقوله: إن كانت مصر قد انهارت أمام غزوات القرن السابع، فلا يرجع ذلك إلى افتقار الجيش إلى الرجال، ثم إن التحصينات التي أقيمت في الأماكن المعرضة للغزو على حدود البلاد كانت في حالة تسمح لها بالصمود.
كان جيش مصر مجزأ، وكانت القيادة موزعة على عدة قواد، كل واحد منهم يقاتل لمصلحته، ومن المؤكد أيضا أن محافظ ليبيا لم يسهم في القتال إلا عندما هاجمه العرب رأسا بعد احتلال وادي النيل بأسره.
ثم اشتهر البيزنطيون بعدم مبالاتهم بالصالح العام وعداوتهم الشخصية وعدم تعاونهم، ولم يكن هناك ضباط صناعتهم الحرب».
ولم يكن في الجيش المصري إلا عدد قليل جدا من الجنود الأعجميين المرتزقة، وكان معظمه مؤلفا من سكان مصر «أي: من الأقباط» الذين فقدوا صفاتهم الحربية منذ قرون مضت.
ويستنتج مما ذكره المؤرخ حنا النقيوسي أن الجيش البيزنطي كان عبارة عن رؤساء يعوزهم الفن العسكري والخبرة الحربية، يفقد معظمهم أعصابهم أمام الخطر ويعجزون عن اتباع خطة منسقة، حيث كان كل واحد منهم يقاتل لحسابه الخاص غير متبع لنظام، كما أن الجنود كانوا غير مدربين وغير مخلصين لرؤسائهم.
والسبب الرئيسي لانكسار البيزنطيين في وادي النيل، هو هبوط مستوى الجيش، هذا الجيش الذي قام تحت ضغط الظروف بمهمة الدفاع عن مصر.
نامعلوم صفحہ