اقباط اور مسلمان: عرب فتح سے لیکر 1922 تک
أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م
اصناف
قد نحاول عبثا أن نجد عند المؤرخين العرب هذا الحماس المتدفق عندما يصفون الانتصارات الإسلامية في مصر.
ولما دونوا هذه الأحداث، لم يحاولوا أن يقللوا من الصعاب التي حاقت بهم، ولا بالخسائر الباهظة،
29
ولم يدعوا أبدا أن مقاومة الأعداء لهم كانت غير ذات بال، أو أن زحف جيوشهم كان خاطفا، أو أن السكان كانوا يبادرون إلى عقد الاتفاقات مع الفاتح، نعم إنهم كانوا يميلون حقا إلى المبالغة في ذكر قوة أعدائهم العددية، ولكنهم كانوا يفعلون ذلك بحسن نية؛ لأنهم كانوا يجهلون حالة الإمبراطورية البيزنطية على حقيقتها، أما المؤرخون البيزنطيون، فقد ظلوا متكتمين النكبة التي أحاقت بجيوشهم، إلا أننا نستطيع اليوم أن نوضح حالة الفريقين على وجه التقريب. (2-1) مقارنة بين الإسكندر المقدوني وعمرو بن العاص
وادي النيل فريسة سهلة ومغرية لكل من يريد غزوها، وقد انتهزت الدول المجاورة مرارا فرصة ضعف السلطة المركزية لاجتياح هذا الوادي، فغزاه الهكسوس، ثم الليبيون فالأحباش والآشوريون والفرس.
غير أن غزوة الإسكندر كانت بدون شك أكثر هذه الغزوات نجاحا، وخلاصة الرواية أن الإسكندر وصل إلى الفرما بعد أن فتح مدينتي صور وغزة وتقدم منها إلى مدينة منف «أي: العاصمة»، دون أن يقذف بسهم واحد، وطرد الفرس، ففرح لذلك الأهلون الذين كانوا يرزحون تحت نير هؤلاء الطغاة، وأظهروا حماستهم للغازي الجديد، وتوجه الإسكندر بعد ذلك نحو الشمال وأسس مدينة الإسكندرية، ثم سار على ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى بلغ مرفأ مرسى مطروح، وتوغل نهائيا في واحة سيوة قبل أن يعود إلى منف، وقد استطاع الإسكندر، في أقل من سنة، أن يفتح مصر وينظمها.
ويشبه الفتح العربي الفتح المقدوني إلى حد كبير، كان عمرو بن العاص يعلم، كما كان يعلم بذلك الإسكندر، أن الشعب يرغب في حكام جدد، وكان يعلم أيضا أن البلاد خالية من وسائل الدفاع المتينة، وأن في استطاعته أن يقتحمها بسهولة، لذلك رضي أن يقوم بفتحها ومعه 3500 أو 4000 جندي، وضعهم الخليفة عمر تحت تصرفه، غير أنه يبدو أن عمرا لم يكن مستعدا لخوص غمار حرب تحصينات، وعلى الرغم من النجدات التي أرسلها الخليفة إليه مرتين من بلاد العرب، لم يقض على المقاومة إلا بعد قتال دام ثلاث سنوات، وفوق ذلك، يظهر أن الغزو العربي لم يكن نزهة عسكرية كما يتصوره البعض، ولم تكن الروح المعنوية بين المقاتلين عالية، ويقول لنا ابن كثير فيما يقول: «إن عمرو بن العاص، لما التقى بالمقوقس، جعل كثيرا من المسلمين يفر من الزحف، فجعل عمرو يأمرهم ويحثهم على الثبات، فقال له رجل من أهل اليمن: إنا لم نخلق من حجارة ولا حديد.»، فقال له عمرو: «اسكت، فإنما أنت كلب.»، فقال له الرجل: «فأنت إذا أمير الكلاب.».
30
وإذا درسنا أهمية القوات التي أرسلت إلى مصر، رأينا أن عمرا كان على حق في شكواه من بطء سير العمليات الحربية في الجبهة المصرية.
31 (2-2) الجيش العربي
نامعلوم صفحہ