اقاویل الثقات

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
33

اقاویل الثقات

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

تحقیق کنندہ

شعيب الأرناؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦

پبلشر کا مقام

بيروت

جَمِيع مَا يلزمون بِهِ فِي الإستواء وَالنُّزُول وَالْيَد وَالْوَجْه والقدم والضحك والتعجب من التَّشْبِيه فلزمهم بِهِ فِي الْحَيَاة والسمع وَالْبَصَر وَالْعلم فَكَمَا لَا يجعلونها أعراضا كَذَلِك نَحن لَا نَجْعَلهَا جوارح وَلَا مَا يُوصف بِهِ الْمَخْلُوق وَيَأْتِي كَلَامه كُله وَمن الْمُتَشَابه الْمحبَّة فِي وَصفه تَعَالَى بهَا فِي قَوْله ﴿يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ الْمَائِدَة ٥٤ وَقَوله ﴿وألقيت عَلَيْك محبَّة مني﴾ طه ٣٩ لِأَن الْمحبَّة ميل الْقلب إِلَى مَا يلائم الطَّبْع وَالله منزه عَن ذَلِك وَحِينَئِذٍ فمحبة الله تَعَالَى للْعَبد هِيَ إِرَادَة اللطف بِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ ومحبة العَبْد لله هِيَ محبَّة طَاعَته فِي أوامره ونواهيه والإعتناء بتحصيل مراضيه فَمَعْنَى يحب الله أَي يحب طَاعَته وخدمته أَو يحب ثَوَابه وإحسانه وَهَذَا مَذْهَب جُمْهُور الْمُتَكَلِّمين قَالَ الْعَلامَة الطوفي ذهب طوائف من الْمُتَكَلِّمين وَالْفُقَهَاء إِلَى أَن الله تَعَالَى لَا يحب وَإِنَّمَا محبته محبَّة طَاعَته وعبادته وَقَالُوا هُوَ أَيْضا لَا يحب عباده الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا محبته إِرَادَته الْإِحْسَان إِلَيْهِم قَالَ وَالَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة وَاتفقَ عَلَيْهِ سلف الْأمة وأئمتها وَجَمِيع مَشَايِخ الطَّرِيق أَن الله تَعَالَى يحب وَيُحب لذاته وَأما حب ثَوَابه فدرجة نازلة قَالَ وَأول من أنكر الْمحبَّة فِي الْإِسْلَام الْجَعْد بن دِرْهَم أستاذ الجهم بن صَفْوَان فضحى بِهِ خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي وَقَالَ أَيهَا النَّاس ضحوا تقبل الله ضَحَايَاكُمْ فَإِنِّي مضح بالجعد

1 / 77