اقاویل الثقات

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
29

اقاویل الثقات

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

تحقیق کنندہ

شعيب الأرناؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦

پبلشر کا مقام

بيروت

نعْمَته عَلَيْهِ وَقَالَ بَعضهم الضحك اسْتِعَارَة فِي حق الرب سُبْحَانَهُ لِأَنَّهُ لَا يجوز عَلَيْهِ تغير الْحَالَات والتعجب انفعال يحدث فِي النَّفس عِنْد الشُّعُور بِأَمْر خَفِي سَببه وَخرج عَن نَظَائِره وَلِهَذَا يُقَال إِذا ظهر السَّبَب بَطل الْعجب فَلَا يُطلق على الله أَنه متعجب لِأَنَّهُ لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء وَلِهَذَا قَالَ شُرَيْح لما قرئَ عِنْده ﴿بل عجبت﴾ بِضَم التَّاء إِن الله لَا يعجب من شَيْء إِنَّمَا يعجب من لَا يعلم قَالَ الْأَعْمَش فَذكرت ذَلِك لإِبْرَاهِيم فَقَالَ إِن شريحا كَانَ يُعجبهُ رَأْيه إِن عبد الله يَعْنِي ابْن مَسْعُود كَانَ أعلم من شُرَيْح وَكَانَ يقْرؤهَا عبد الله ﴿بل عجبت﴾ يَعْنِي بِضَم التَّاء وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ إِلَّا عَاصِمًا قَالُوا فالعجب من الله تَعَالَى إِمَّا على الْفَرْض والتخييل أَو هُوَ مَصْرُوف للمخاطب بِمَعْنى أَنه يجب أَن يتعجب مِنْهُ أَو هُوَ على معنى الإستعظام اللَّازِم لَهُ فَإِنَّهُ روعة تعتري الْإِنْسَان عِنْد استعظامه الشَّيْء وَقيل إِنَّه مُقَدّر بالْقَوْل أَي قل يَا مُحَمَّد بل عجبت وَحِينَئِذٍ فَمَعْنَى الْقِرَاءَتَيْن وَاحِد وَقَالَ الْمَهْدَوِيّ يجوز أَن يكون إِخْبَار الله عَن نَفسه بالعجب مَحْمُولا على أَنه ظهر من أمره وَسخطه على من كفر بِهِ مَا يقوم مقَام الْعجب من المخلوقين كَمَا يخبر عَنهُ تَعَالَى بالضحك عَمَّن رَضِي عَنهُ بِمَعْنى أَنه أظهر لَهُ من رِضَاهُ عَنهُ مَا يقوم مقَام الضحك من

1 / 73