173

اقاویل الثقات

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

ایڈیٹر

شعيب الأرناؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦

پبلشر کا مقام

بيروت

وَلم يفهم السِّرّ فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَن الْمَوْت يذبح بَين الْجنَّة وَالنَّار أوليس الْعقل إِذا استفتي فِي هَذَا صرف الْأَمر عَن حَقِيقَته لما ثَبت عِنْده من فهم مَاهِيَّة الْمَوْت
فَقَالَ الْمَوْت عرض يُوجب بطلَان الْحَيَاة فَكيف يَمُوت الْمَوْت أَو يذبح
فَإِذا قيل لَهُ فَمَا تصنع فِي الحَدِيث
فَقَالَ هَذَا ضرب مثل بِإِقَامَة صُورَة ليعلم بِتِلْكَ الصُّورَة الحسية موت ذَلِك الْمَعْنى
قُلْنَا لَهُ قد ورد فِي الحَدِيث الصَّحِيح تَأتي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا غمامتان
فَقَالَ الْكَلَام لَا يكون غمامة وَلَا يشبه بهَا
قُلْنَا أفتعطل النَّقْل
قَالَ لَا وَلَكِن يَأْتِي ثوابهما
قُلْنَا فَمَا الدَّلِيل الصَّارِف لَك عَن هَذِه الْحَقَائِق
قَالَ علمي بِأَن الْكَلَام لَا يشبه بالأجسام وَالْمَوْت لَا يذبح ذبح الْأَنْعَام وَلَو علمْتُم سَعَة لُغَة الْعَرَب مَا ضَاقَتْ أعطانكم من سَماع مثل هَذَا

1 / 217