اقاویل الثقات

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
151

اقاویل الثقات

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

تحقیق کنندہ

شعيب الأرناؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦

پبلشر کا مقام

بيروت

قَالَ وَقَالَت الْمُعْتَزلَة لَا يُقَال إِنَّه نور إِلَّا بِالْإِضَافَة قَالَ وَالصَّحِيح عندنَا أَنه نور لَا كالأنوار قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقَول الْأَشْعَرِيّ إِنَّه نور لَيْسَ كالأنوار لَا يَصح أَن يُرِيد أَنه جسم نوراني لَيْسَ كالأجسام النورانية لمعرفتنا بمذهبه وتنزيه الله تَعَالَى بل بِاعْتِبَار أَنه من نوره تستمد جَمِيع الْأَنْوَار كَمَا سمي الْعلم نورا وَالْقُرْآن نورا لاستنارة الْقُلُوب بِهِ وَيُسمى النَّبِي نور لِأَنَّهُ مُنِير فِي ذَاته ويستنير بِهِ غَيره والمنير فِي ذَاته بنوره الذاتي والمنير غَيره بنوره الْفعْلِيّ هُوَ الله وَحده وَقَالَ بَعضهم إِن الْعَرَب تسمي كل مَا جلا الشُّبُهَات وأزال الإلتباس وأوضح الْحق نورا قَالَ تَعَالَى ﴿وأنزلنا إِلَيْكُم نورا﴾ النِّسَاء ١٧٤ يَعْنِي الْقُرْآن وعَلى هَذَا الْمَعْنى سمى نبيه سِرَاجًا منيرا قَالَ الْخطابِيّ وَلَا يجوز أَن يتَوَهَّم أَن الله تَعَالَى نور من الْأَنْوَار فَإِن النُّور يضاد الظلمَة وتعاقبه فتزيله وَتَعَالَى الله عَن أَن يكون لَهُ ضد وَفِي صَحِيح مُسلم عَن أبي ذَر ﵁ قَالَ سَأَلت رَسُول الله ﷺ هَل رَأَيْت رَبك قَالَ نور أَنى أرَاهُ وصحفه بَعضهم فَقَالَ نوراني وَالْمعْنَى غلبني نور أَو غشيني نور كَيفَ أرَاهُ فَأنى اسْتِفْهَام على جِهَة الإستبعاد لغَلَبَة النُّور على بَصَره كنور الشَّمْس فَإِنَّهُ يغشى الْبَصَر ويحيره إِذا نظر إِلَيْهِ

1 / 195