166

Approach to Da'wah in Light of Contemporary Reality

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

ناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

اصناف

يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحَصِّن فَرْجَه" قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. (١)
لقد أدرك رسول الله ﷺ حالته الخاصة، فلقد كان يتصارع في نفس الشاب شهوة عارمة، وإيمان صادق، ولم ير الشاب -وقتئذ- حلًا لهذا الصراع، وَفَضًَّا لهذا النزاع .. إلا إذنًا مؤقتًا من النبي ﷺ يتجاوز به حدود الشرع مؤقتا .. ثم يرجع إلى الشرع.
فتَقَدَّم إلى النبي ﷺ ليستأذنه بالزنى بكل صراحة، وأدرك النبي ﷺ حال الشاب، فلم يتوجه إليه بموعظة إيمانية، فضلًا عن أن يُعنِّفه أو يُوَبِّخه أو يطرده، لأن الشاب كان ممتلئًا إيمانًا، ولولا ذلك لزنى دون إذن النبي ﷺ وعلمه، وما دفعه إلى الاستئذان إلا الإيمان. فراح النبي ﷺ يُذَكِّرُهُ بما في هذا العمل من مفسدة أخلاقية عظيمة .. تستبشعها الفطر السليمة، وتستقبحها النفوس العفيفة .. إذ أن المسألة ليست مسألة حرام فحسب ... بل فيها مفاسد أخرى، فكأن النبي ﷺ يقول له: إذا استأذنت لك من الله ... فكيف نحصل على الإذن من آباء المزني بهن، وإخوانهن، وأعمامهن، وأخوالهن .. وإذا أذنت لك بالزنى بقريبات هؤلاء .. فهل ترضى أن آذن لهم فيزنوا بقريباتك ...
ولما بدأ الشاب يشعر أن لا مجال للإذن، ولا سماح بالإثم .. سارع رسول الله ﷺ إلى تثبيته بدعاء، يثلج الصدور .. ويطمئن القلوب .. ويهدئ الأنفس «اللهم اغفر ذنبه .. وطَهِّر قلبه .. وحَصِّن فَرْجَه» (٢)

(١) رواه أحمد (٥/ ٢٥٦ - ٢٥٧) واللفظ له، والطبراني في الكبير (٧٦٧٩، ٧٧٥٩)، وفي مسند الشاميين
(١٥٢٣)، وقال الهيثمي في المجمع (١/ ١٢٩): رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.
(٢) تقدم تخريجه في ص (...).

1 / 168