انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
فقال بلال: يا علي أجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتى علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا أبا الحسن.
قال: آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني، ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
فقال: إنما دخرتك لنفسي ألا يسرك أن تكون أخا نبيك.
قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك فأخذه بيده، فأرقاه المنبر وقال: اللهم إن هذا مني وأنا منه ألا إنه بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
قال: فانصرف علي قرير العين فأتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.
ومنه أيضا بالإسناد عن زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((إني مؤاخ بينكم كما آخا الله بين الملائكة، ثم قال لعلي: أنت أخي ورفيقي ثم تلا هذه الآية: {إخوانا على سرر متقابلين}[الحجرات:47] الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض.
وروينا من الجمع بين الصحاح الستة، بالإسناد عن ابن عمر قال: لما آخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه جاءه علي عليه السلام تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
قال: فسمعت النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((أنت أخي في الدنيا والآخرة)).
وروى ابن حنبل في مسنده ما رويناه عنه رفعه إلى جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول....((مكتوب على باب الجنة قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام محمد رسول الله وعلي أخوه)) إلى غير ذلك مما يطول تعداده من الأخبار الواردة بلفظ الأخوة، وسيأتي فيها مزيد إيضاح إن شاء الله تعالى.
صفحہ 94