انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
وقد ثبت أنه إذا روي الإسلام والكفر فإن الإسلام يقدم، ويكون أولى، ولذلك قدمت شهادة الإسلام على شهادة الكفر، وإلى الكفر طريق معلوم والإسلام طريقه الظن، فإذا نقل الإسلام وجب الحكم بإسلامه؛ فهذا أبوه عليه السلام كهف رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وناصره وعاضده، والباذل نفسه، وأهله، وولده، وماله دونه، وقوله: يشهد له بحسن الإسلام والتصديق بنبوة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وليس على هذا كله مزيد في صحة إسلامه وحسن جهاده بل بدون هذا يظهر حكم الإسلام [42 -ج].
وأمه ربت أخاه أحمدا
وكم دعاها أمه عند الندا
ألبسها قميصه إكراما ... واتبعته إذا دعا إلى الهدا
وقام في جهازها ممجدا
وقام في حضيرها إعظاما
ومد للملائك القياما ... حتى قضوا صلاتها تماما
وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كفله أبو طالب ربته فاطمة بنت أسد، وكانت تحن عليه ما لا تحن على أولادها، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((هذه أمي بعد أمي)).
وروينا عن جعفر بن محمد الصادق في حديث فاطمة بنت أسد قال أن فاطمة بنت أسد أول من هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة على قدميها، وكانت أبر الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت: وآسوأتها.
فقال لها: فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية، وسمعته يذكر ضغطة القبر فقالت: وآظغطتاه فقال لها : ((فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك)).
وروينا عن جابر قال: لما توفيت فاطمة بنت أسد حزن عليها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -حزنا شديدا، ثم قال ((يرحمك الله يا أماه لقد كنت تشبعيني وتجوعين عيالك عليا، وجعفرا، وعقيلا، يرحمك الله يا أماه لقد كنت تؤثريني على نفسك وولدك)).
صفحہ 89