انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
وقال أبو طالب في ذلك أشعارا عرضنا عنها في هذا الموضع طلبا للإختصار، وحاصرت قريش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبني المطلب على ما روى جماعة منهم: الإمام الناصر عليه السلام ثلاث سنين في شعب بني المطلب حتى أكلوا القد، والجلد، وفي الشعب أطعم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القوم ما لا يشبع أحدهم، وسقاهم جميعا ما لا يروي أحدهم فشبعوا والطعام باقي ثم دعاهم إلى دين الله، فقال أبا لهب: لشد ما سحركم ابن أبي كبشة، ولا أبي طالب، ولا قريش في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يتسع هذا الموضع لذكره؛ ولما تقارب من أبي طالب الموت، قال الراوي في سيرة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- لقنه الشهادة ولم يسمعها منه.
قال نظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه قال: فأصغى إليه بأذنه قال: فقال يا ابن أخي والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها فشهد العباس بإسلامه وأقسم بالله لقد قالها أبو طالب، وهذا هو الصحيح يؤيد ذلك قوله:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا ... نبيا كموسى خط في أول الكتب
وقوله:
ألم تعلموا يا قوم أن محمدا ... نبي كموسى والمسيح بن مريم
وقول أكثر أهل البيت عليهم السلام أن أبا طالب أسلم ومات مسلما.
وربما ادعى بعضهم الإجماع على ذلك من أهل البيت عليهم السلام، إلا أنه قد روي عن واحد منهم أو اثنين خلاف هذا القول.
ومما يدل على إسلامه ما رويناه عن ابن عمر قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -يوم فتح مكة فقال النبي: ((ألا تركت الشيخ فأتيه قال أبو بكر: أردت أن يأجره الله، والذي بعثك بالحق لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحا بإسلام أبي التمس بذلك قرة عينك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صدقت صدقت)).
صفحہ 88