انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
قال مقاتل: بإسناده إلى بن عباس رضى الله عنه: إن قريشا اجتمعت إلى أبي طالب، وقالوا: يا أبا طالب سلم إلينا محمدا فإنه قد أفسد أدياننا، وسب آبائنا لنقتله، وهذه أبناؤنا بين يديك تبني بأيهم شئت، ثم دعوا بعمار بن الوليد، وكان مستحسنا فقال: هل رأيتم ناقة حنت إلى غير فصيلها لا كان ذلك أبدا، ثم نهض عنهم فدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرآه كئيبا، وقد علم مقالة قريش له فقال: يا محمد لا تحزن ثم قال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
فأصدع بأمرك ما عليك غضاضة
ودعوتني وزعمت أنك ناصحي
وذكرت دينا قد علمت بأنه ... حتى أوسد في التراب دفينا
أبشر وقر بذاك منك عيونا
ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
من خير أديان البرية دينا
وقد اتفق على هذه الأبيات مقاتل، والثعلبي، وابن عباس، والقاسم بن مخيصرة، وعطاء بن دينار، ومن قوله أيضا:
أذوب وأحمي رسول المليك
منعنا الرسول رسول المليك ... حماية حام عليه شفيق
ببيض تلألأ كلمع البروق
وقال أيضا:
ألا أبلغا عني على ذات بيننا
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
وأن عليه في العباد محبة ... لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
نبيا كموسى خط في أول الكتب
ولا خير ممن خصه الله بالحب
وأن الذي لصقتم من كتابكم
أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفروا الثرا
ولا تتبعوا أمر الوشاة وتقطعوا ... لكم كائن نحسا كراعية السقب
ويصبح من لم يجن ذنبا كذا الذنب
أوامرنا بعد المودة والقرب
ويستجلبوا حربا عوانا وربما
فلسنا ورب البيت لنسلم أحمدا
ولما تبين منا ومنكم سوالف ... أمر على من ذاقه حلب الحرب
لعزا من عض الزمان ولا كرب
وأيد أثرت بالقساسية الشهب
بمعركة ضيق ترى كسر القنا
كان مجال الخيل في حجراته
أليس أبونا هاشم شد أزره ... به والنسور الضخم يعكفن كالسرب
ومعمعة الأبطال معركة الحرب
وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ولسنا نمل الحرب حتى تملنا
ولكننا أهل الحفائظ والنهى ... ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب إذا طار أرواح الكماة من الرعب
صفحہ 86