انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
وقيل: لما فرغ آدم عليه السلام من المناسك جاء جبريل عليه السلام بياقوتة حمراء، وحلق شعره فطار شعره حتى بلغ أطراف الحرم، وجال حولها فجعل الله تعالى ذلك القدر حرما فمن يكون ذلك مسقط رأسه في أشرف المواضع كلها مع اختيار الله تعالى لذلك، وكونه[39 - ج] سقط فيه عن غير اختيار من أمه رحمة الله عليها، كيف لا يكون في غاية الشرف والفضل:
ثم أبوه كافل الرسول
في قول أهل العلم والتحصيل ... ومؤمن بالله والتنزيل
فهات في آبائهم كقيلي
أبوه عليه السلام أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وهو الذي كفل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم، صغيرا، ونصره كبيرا لأن أباه عبد الله مات، وهو حمل، أوله أربعة أشهر ثم ماتت أمه وله: أربع سنين ثم مات جده عبد المطلب، وله: ست سنين، وكان عبد الله، وأبو طالب أخوين من أم واحدة؛ فأخذه أبو طالب، وربته امرأته [فاطمة بنت أسد رحمها الله]، وكان يقول لأولاده في اللبن الذي كانوا يشربون لا تشربوا حتى يشرب محمد أولا، فكان إذا شرب قبلهم كفاهم ما بقى وإذا لم يشرب لم يكفهم وكذلك في الطعام.
وروينا عن السيد أبي طالب رفعه إلى الحسن بن الحسن عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ مضجعه، وعرف مكانه تركه أبو طالب فإذا نامت العيون جاء إليه، وأنهضه من فراشه، وأضجع عليا مكانه فقال علي: يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة فقال أبو طالب:
اصطبر يا علي فالصبر أحجى
قد بلوناك والبلا يسير
لفدا الأغر ذي النسب الثا ... كل حي مصيره لشعوب
لفدا النبي وابن النجيب
قب ذي الباع والرضي الحسيب
إن تصبك المنون عنه فأحرى
كل حين وإن تملا عيشا ... فمصيب منها وغير مصيب
صفحہ 84