انوار یقین
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
اصناف
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: في آخر حديث في أصحابه: ((وأقضاكم علي وقال مرة: إني أقراؤكم وعلي أقضاكم).
فانظر كيف ذكره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ القضاء الذي يشتمل على العلوم كلها، ليتم فيه كونه أقضا إذ لا يكون المرء قاضيا إلا وهو من أهل الإجتهاد عالما بأصول الدين وما يقاس عليه، وما لا يقاس، وعالما بالنصوص، فإذا كان عليه السلام أقضا الأمة فهو أعلم الأمة.
قال قاضي القضاة: وقد جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الخبر لعلي ما فرقه في الصحابة من حيث أن القضاء يشتمل على معرفة الفرائض التي جعل زيدا هو الأفضل فيها وعلى معرفة الحلال والحرام الذي جعل معاذا هو المتقدم(1) فيها.
وذكر أبو هاشم: أنهم لا يدافعون أن عليا أعلم القوم حين ذكر هذا الخبر وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي أقضاكم)).
وروينا من مناقب بن المغازلي الفقيه، الشافعي ما رفعه إلى علقمة عن عبد الله: قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسئل عن علي عليه السلام فقال: ((قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطى علي تسعة أجزاء والناس جزء واحد)).
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((علي أعلمكم علما)).
وروينا عن أبي ذر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((وصيي وأعلم من أخلف من بعدي علي بن أبي طالب)).
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((علي غيبة علمي)).
وجاء بهذا اللفظ في أحاديث كثيرة منها ما يأتي بعد إن شاء الله تعالى.
صفحہ 194