159

والموضع الثاني: حيث ذكره عز من قائل: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}[النور:22].

وذلك أنه لما تكلم مسطح في أمر صفوان بن المعطل على عائشة بما تكلم، وكان قريبا لأبي بكر من قبل النساء، وكان فقيرا قد عوده الإحسان إليه فآلى أبو بكر إن زاد لا أحسن إليه فنهاه الله تعالى عن ذلك، وكان كثير السعة والمال، ثم سرد عليه السلام حكاية قصة الإفك وأهله وهذا المعنى هو الذي أردنا بقولنا: كم بينه وبين رب الحزن، إلى قولنا: شتان بين قوة ووهن فإن في ذلك فرقا ظاهرا يعلمه كل عاقل وسيأتي بيان شاف لذلك في بيان التفرقة، وذكر طرف من شجاعته، وثبات قلبه، وفي مبيت أمير المؤمنين عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أمير المؤمنين عليه السلام:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

رسول الله خاف أن يمكروا به

وبات رسول الله في الغار آمنا ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

فنجاه ذو الطول الإله من المكر

موقا وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم وما يثبتونني

وهو الذي أهلك يوم بدر

وفاز في حومته بالأجر ... وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

سبعين دمرا من رجال الصبر

فمن له منكم كهذا النصر

واذكر هناك خبر السطيعة

من بئر بدر إن ترد مديحه ... وملاها في العصبة المشيحة

جأت بها الرواية الصحيحه

هو عليه السلام: أول مبارز ذلك اليوم هو وعمه حمزة وابن عمه عبيدة بن الحارث برزوا لعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وهما الخصمان الذين اختصموا في ربهم.

صفحہ 163