انوار و محاسن اشعار
الأنوار ومحاسن الأشعار
بَاتَتْ إلى الصَّيْدِ مِن اشْتِياقِهَا
كأُسْرَاءِ العُجْمِ في أَرْفَاقِهَا
تَهْوِى هُوِىَّ الرّيحِ في إِرْشاقِهَا
أَمَا رأَيْتَ النَّارَ في إِحْرَاقِهَا
وَلَمْعَةَ البارِقِ في ائْتِلاقِهَا
ولابن طباطبا العلويّ:
لَهَوْتُ فيه بصَوْتِ راكبَةٍ ... نازِلةٍ وَقْتَ كلِّ إِيمَاءِ
تُرْكِيَّة الوَجْهِ حينَ تَنْعَتُهَا ... رُوميّةِ المُقْلتَيْن كَحْلاءِ
أَبْرَزَهَا الحُسْنُ في مُشَهَّرَةٍ ... قد فُوِّفَتْ مثْل بُرْدِ صَنْعَاءِ
كأَنّمَا شَبَّكَ الإِلهُ بهَا ... ظُلْمَةَ ليْلٍ بشَمْسِ إِمساءِ
حتّى إِذا حِيشَت الظِّبَاءُ بهَا ... أُوذِنَ منها بوَشْكِ إِقْنَاءِ
وخَاتلَتْ عند ذَاك مُرْدِفَهَا ... سارِقةً نَفْسَهَا بإِخفاءِ
تُرَاقِبُ الوَحْشَ في مَرَاتِعِهَا ... بعَيْنِ وَاشٍ ورعْىِ حِرْباءِ
طالبَةٍ صَيْدَها على حَنَقٍ ... بجدِّ شَدٍّ لها وتَعْدَاءِ
شَفيقَةٍ بَعْدَ ذَاك تَحفَظُهُ ... من غير كَلْمٍ له وإِيْذاءِ
كأَنّما الظَّبْىُ وَهْو في يَدِهَا ... أُعْقِبَ من سُخْطِهَا بإِرضاءِ
أُبْنَا بهَا والظّباءُ مُوقَرَةٌ ... تَفُوتُ عَدِّى لَها وإِحْصَائى
أَسيرَةٍ في الوثَاق طَالبَةٍ ... بغَيْرِ وِتْرٍ لغَيْر أَعداءِ
ولشرشير الحدلي في الفهد:
وأَنْمرَ مَوْشىِّ القَمِيصِ مُوَلَّعٍ ... كأَنّ عليه منه رَقْمًا مُوَشَّمَا
مُفْتَّلِ عَضْدَىْ سَاعِدَيْه كأَنّما ... أُغِيرَا بقِدٍّ ثُم شُدَّا فأُبْرِمَا
ونِيطَتْ فُضُولُ السّاعدَيْن فأُلْحِمَتْ ... برُسْغَيْن لُزَّا بالوُصُول فأُلْحمَا
وقد أُنْشِرَا عن بُرثُنَيْنِ مُزَيَّلٍ ... لُحُومُهما شَثْنَيْنِ لُمَّا وسُنِّمَا
تَكنَّفْنَ أَظْفارًا كأَنّ حُجُونَهَا ... حُجُونُ الصَّيَاصِي أَعْجزَتْ أَن تُقلَّمَا
بعَيْنَيْن لو يُدْنَى إِلى قَبَسَيْهِمَا ... ذُبَالٌ تَذَكَّى منْهما وتَضَرَّمَا
ونَابَيْن لوْ يَسْطُو الزّمانُ على الوَرَى ... بحَدَّيْهما كان الحِمَامُ مُقَدَّمَا
وشِدْقَيْن كالغَارَيْن يَلْتَهِمان ما ... من الرُّبْدِ والخُنْسِ الأَوَابِد أُلْهِمَا
فعلَّمتُهُ الإمِمساكَ للصَّيْدِ بعدَمَا ... يَئِستُ لجَهْلِ الطَّبْعِ أَن يَتَعَلَّمَا
فجَاءَ على ما شِئْتُهُ ووَجَدتُهُ ... مُحِلًاّ لما قد كان من قَبلُ خُرِّمَا
إِذَا ما غَدَوْنَا نَبْتغِى الصَّيْدَ أَسمَحَتْ ... لنا نَفْسُهُ أَلاَّ تُرِيقَ له دَمَا
ولا يَتَوَلَّى منه إِرْهَاقَ نَفْسِه ... ولكنْ يُؤَدِّيه صَحيحًا مُسَلَّمَا
يَرُومُ لنَا في ذاك سَمْعًا وطَاعَةً ... حِفَاظًا على ذِمَّاتنا وتَذَمُّمَا
فيَكْفِيه من إِحضارِه وَثَبَاتُهُ ... ومِن رَوَعَاتِ الصَّيْد أَن يتجَّهمَا
فلَسْنَا نَرُدُّ الطَّرْفَ إِلاّ بأَن نَرَى ... لقَبْضَتِه في جُثَّةِ الصَّيْد مِيسَمَا
كأَنّ إله الخَلْقِ أَصْفَاهُ رِقَّةَ ... وحَكَّمَةُ في نَفْسِه فتَحَكَّمَا
ولعبد الله بن المعتزّ في فهدة:
ولا صَيْدَ إلاّ بَوثّابَةٍ ... تَطِيرُ على أَربَعٍ كالعَذَبْ
تَضُمُّ الطَّرِيدَ إِلى نَحْرهَا ... كضَمِّ المُحِبَّة مَن لا تُحِبّ
إِذا ما رَأَى عَدْوَهَا خَلْفَهُ ... تَنَاجَتْ ضَمَائرُهُ بالعَطَبْ
لَهَا مَجْلِسٌ في مَكَان الرَّديفِ ... كتُرْكيَّةٍ قد سَبَتْهَا العَرَبْ
1 / 103