كنت على ظلمة وباطل ، فلا تتسبب فى إظهار شأنك وإشاعة صلاحك فانك لا تتمتع بذلك - إن تمتعت به - إلا قليلا ، ثم الله أشد بأسا وأشد تنكيلا فاعلم ذلك .
وويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ه ومن شأنه أن يكون دائم الإيثار لاصحابه فى سائر الشهوات على نفس الوقد أجمع الاشياخ على أن المريد إذا كان شأنه الإيثار واحتمال الاذى ل لا بد من رفعته على جميع أقرانه ، إما فى الدنيا وإما فى الآخرة وإما فهما معا وكان سيدي على بن وفا رحمه الله يقول : لا يسود أحد على أقرانه إلا إن آثرهم على نفسه ، ولم يشاركهم فى شىء مما استشرقت اليه نفوسهم وكان يقول : من شأن المريد ، أن لا يتأثر على شىء فاته من الدنيا ومى تأثرت منه شعرة إذا دخل اللصوص وأخذوا جميع ما فيها فهو كاذب فى الطريق ، إذ الصادق ينشرح لكل شىء فاته من الدنيا فضلا اعن التأثر عليه ، والله أعلم.
ومن شأنه التباعد عن كل من لا يراه يعمل بعمله وبعليه لئلا يسرق طباعه مثله فيهلك ، فإن جليس السوء أضر على جليسه من أبليس فان أبليس إذا وسوس للمؤمن عرف المؤمن آنه عدو مضل مبين ، وإذا أطاع وسواسه عرف أنه عصى ربه عز وجل فيأخذ فى التوبة من ذنبه اوكثرة الاستغفار عنه ولا هكذا إخوان السوء لانه يلبس الحق بالباطل اعلى وفق غرضه وهواه ، ولا يكاد يعتذر عن ذنب وربما احتج بالقضا والقدر ، وجادل بالباطل ، ومن خالط مثل هذا ضل سعيه ، وقد قالوا: اتون من مردة الشيطان ، لا يفسدون ما يفسده قرين السوء في لحظة
نامعلوم صفحہ