1 انفسكم بأن يكون الشيخ فى خاطركم ، فعلى مقدار ما يكون عندكم تكونون اعنده ، لان همته مصروفة إلى حضرة الحق تعالى لا إليكم ، فالمريد هو الذى يتعلق بشيخه ، لا آن شيخه يتعلق به .
وكثيرا ما يقع من أصحابى الصادقين أنهم يشهدونى معهم فى البلاد البعيدة كصر ومكة والمدينة والروم ، ويصيرون يحلفون بالله أنهم رأونى هناك يقظة ومناما فأعرف بذلك صدق ارتباطهم بي ، فإنى ما عليت أنى رحت إلى تلك البلاد إلا منهم ولو كنت رحت حقيقة لكنت أعلم بذلك ، فمن صدق اعتقادهم تخيلوني عندهم وكان سيدى آبو العباس المرسى رحمه الله يقول : لا ينبغى أن يكون ابيبن المريد وأستاذه عورة من حيث الامراض التى عنده لان شيخه طبيبه وحال المريد الباطن عورة ، ويجوز كشفها للطبيب لضرورة التداوى ولا ينبغى له آن يكلف شيخه بمكاشفته بعيوبه ، لان الاشياخ منزهون
فى كشفهم عن الاطلاع على العورات ، لانه كشف شيطاني يجب عليهم التوبة منه ، وسؤال الحجاب حتى لا يقع بصرهم على عورة أحد من خلق الله تعالى ، ولولا ان المريد يخبرهم باحواله الباطنة ما عرفوها منه اوكان يقول : كل مريد تشوش من أستاذه إذا ناقشه فى أعماله وأحواله فقد جهل وأساء الادب ونقض العهد ، فان الواجب فى اصطلاحهم على الشيخ مناقشة المريد ، ومطالبته بحقائق دعاويه ، فإذا بلغ المريد مبلغ الرجال ستغنى شيخه عن مطالبته بالبرهان لخروجه حينئذ عن مقام التلبيس رأى مرة مريدا قد زهد في الدنيا ورأى نفسه بذلك على إخوانه فقال : إسمع يا ولدى إن الذى رآيت نفسك بالزهد فيه على إخوانك
أصغر قدرا من ذلك لانه لايزن عند الله جناح بعوضة ، فكيف تزدرت
نامعلوم صفحہ