وقال أبو حاتم الرازي والترمذي: لم يسمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) راجعها في ترجمته.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة: لا تصح له صحبة؛ لأن حديثه مضطرب.
قلت: ومن المحدثين من روى هذا الحديث عنه عن رجل من الصحابة من غير تعيين.
أخرج أحمد والطبراني عن عبد الرحمن بن عايش الحضرمي، عن رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات غداة وهو طيب النفس، مسفر الوجه، فسألناه فقال: وما يمنعني وأتاني ربي الليلة في أحسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ؟ قلت: لا أدري، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي، حتى تجلى لي ما في السماوات وما في الأرض، قال: ثم قرأ: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين [الأنعام: 75] (1)».
قال في الخصائص الكبرى: له طرق وهو مطول انتهى.
قلت: وفي تلاوته للآية المذكورة إشارة إلى أنه كشف له عن الملكوت والأسفل، وأري ما فيهما، كما وقع ذلك لسيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام)، والمناسب لمقامه (عليه السلام) أن يكون كشفه أكمل، وما اطلع عليه من ذلك أجلى وأتم وأفضل، فيكون قد تجلى له جميع ما في الكون حتى رآه وعلمه علما تفصيليا، ولا مانع من ذلك لا عقلي ولا شرعي، وربنا قدير على كل شيء، ونبيه أهل لكل خير (صلى الله عليه وسلم).
وقد قال البيهقي في كتاب «الأسماء والصفات» بعد إخراجه لحديث ابن عياش هذا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بلا واسطة ما نصه:
هذا حديث مختلف في إسناده، فروي هكذا، ورواه زهير بن محمد عن يزيد بن يزيد ابن جابر: أي وهو أخو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر السابق عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عياش، عن رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم).
ورواه جهضم بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام،
صفحہ 93