11

Anwar al-Masalik: Sharh Umdat al-Salik wa Uddat al-Nasik

أنوار المسالك شرح عمدة السالك وعدة الناسك

ناشر

دار إحياء الكتب العربية

وَأَنْ يَسْتَاكَ عَرْضًا، وَيَبْدَأْ بِجَانِبِهِ الْأَيْمَنِ، وَيَتَعَهَّدَ كَرَاسِيَّ أَضْرَاسِهِ، وَيَنْوِيَ بِهِ السُّنَّةَ. وَيُسَنُّ قَلْمُ ظُفْرٍ، وَقَصُّ شَارِبٍ، وَنَتْفُ إِبْطٍ وَأَنْفِ لِمَنْ اعْتَادَهُ، وَحَلْقُ عَانَةٍ، وَالِاكْتِحَالُ وِتْرًا ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَهِيَ عُقَدُ ظُهُورِ الْأَصَابِعِ، فَإِنْ شَقَّ نَتْفُ الْإِبْطِ حَلَقَهُ. وَيُكْرَهُ القزع وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ وَتَرْكُ بَعْضِهِ، وَلَا بَأْسَ بِحَلْقِ كُلِّهِ، وَيَجِبُ الختان. وَيَحْرُمُ خَضْبُ شَعْرِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ بِوَادٍ إِلَّا لِغَرَضِ الْجِهَادِ، وَيُسَنُّ بِصُفْرَةٍ أَوْ حُمْرَةٍ، وَخَضْبُ يَدَي مُزَوِّجَةٍ وَرِجْلَيْهَا تَعْمِيما بِحنَّاءٍ، وَيَحْرُمُ عَلَى الرِّجَالِ إِلَّا لِحَاجَةٍ: وَيُكْرَهُ نَتْفُ الشَّيْبِ.

بَابُ الْوُضُوءِ


(وَأَنْ يَسْتَاكَ) فِي الْأَسْنَانِ (عَرْضًا) لَا طُولًا لِئَلَّا يَجْرَحَ اللِّثَةَ وَفِي اللِّسَانِ طُولًا (وَيَبْدَأُ بِجَانِبِهِ الْأَيْمَنِ) مِنْ فَمِهِ مُنْتَهِيًا إِلَى نِصْفِهِ وَيُثَنِّي بِالْجَانِبِ الْأَيْسَرِ إِلَى نِصْفِهِ (وَيَتَعَهَّدَ كَرَاسِيَّ أَضْرَاسِهِ) بِلُطْفٍ (وَيَنْوِيَ بِهِ السُّنَّةَ) حَتَّى يَحْصُلَ لَهُ الثَّوَابُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي ضِمْنِ عِبَادَةٍ كَالْوُضُوءِ وَالْإِحْرَامِ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ مِنْ غَيْرِ نِيَّةٍ. (وَيُسَنُّ قَلْمُ ظُفْرٍ) أَيْ قَصُّهُ (وَقَصُّ شَارِبٍ) إِنْ طَالَ وَغَايَتُهُ بُدُوُّ حُمْرَةِ الشَّفَةِ، وَيُكْرَهُ اسْتِئْصَالُهُ وَحَلْقُهُ (وَنَتْفُ إِبْطٍ) فَإِنْ عَجَزَ عَنْ النَّتْفِ حَلَقَهُ (وَأَنْفِ) أَيْ شَعْرِ أَنْفٍ (لِمَنْ اعْتَادَهُ) إِنْ طَالَ، وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ نَتْفَ شَعْرِ الْأَنْفِ وَأَكَّدَ قَصَّهُ (وَحَلْقُ عَانَةٍ) وَهِيَ الشَّعْرُ حَوْلَ الْفَرْجِ لكن السُّنَّةُ فِي حَقِّ الرَّجُلِ حَلْقُهَا وَفِي الْمَرْأَةِ نَتْفُهَا، وَتَجِبُ إِزَالَتُهَا عِنْدَ أَمْرِ الزَّوْجِ بِهَا (وَالِاكْتِحَالُ) أَيْ يَسْنُ الِاكْتِحَالُ أَيْ وَضْعُ الْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ (وِتْرًا ثَلَاثًا) هُوَ بَدَلٌ مِنْ وَتْرًا (فِي كُلِّ عَيْنٍ) أَيْ يُسَنُّ الثَّلَاثُ فِي كُلِّ عَيْنٍ، وَإِنْ كَانَ مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ لَيْسَ وَتْرًا (وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ) أَيْ يَسْنُ إِزَالَةُ مَا عَلَى بَرَاجِمِهِ إِنْ وَصَلَ الْمَاءُ فِي الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنْ غَيْرِ إِزَالَةٍ وَإِلَّا وَجَبَ غَسْلُ الْبَرَاجِمِ (وَهِيَ عُقَدُ ظُهُورِ الْأَصَابِعِ) أَيْ شُقُوقُ ظُهُورِ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ (فَإِنْ شَقَّ نَتْفُ الْإِبْطِ حَلَقَهُ؛ وَيُكْرَهُ القزع وَهُوَ حَلْقُ بَعْضِ الرَّأْسِ وَتَرْكُ بَعْضِهِ) بَلْ إِمَّا حَلْقُهُ جَمِيعًا أَوْ تَرْكُهُ كُلَّهُ (وَلَا بَأْسَ يَحلقُهُ كُلَّهُ) وَلَا يَكُونُ الْحَلْقُ مَنْدُوبًا إِلَّا فِي النُّسُكِ أَوْ فِي الْمَوْلُودِ عِنْدَ سَابِعِهِ (وَيَجِبُ الِختانُ) عَلَى كُلٍّ مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَهُوَ قَطْعُ الْجِلْدَةِ الَّتِي عَلَى حَشَفَةِ الذَّكَرِ، وَقَطْعُ بَظْرِ الْأُنْثَى (وَيَحْرُمُ خَضْبُ شَعْرِ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ بِسوَادٍ) بَعْدَ ظُهُورِ الشَّيْبِ (إِلَّا لِغَرَضِ الْجِهَادِ) فَيَجُوزُ بَلْ يُطْلَبُ. (وَيُسَنُّ) خَضْبُ الشَّيْبِ (بِصُفْرَةٍ أَوْ حُمْرَةٍ) وَإِنْ لَمْ يَعُمَّ الشَّيْبُ (وَخَضْبُ يَدَي مُتَزَوِّجَةٍ) وَأَمَّا غَيْرُهَا فَلَا يُسَنُّ لَهَا بَلْ يُكْرَهُ أَوْ يُحَرَّمُ إِنْ تَحَقَّقَتْ (وَرِجْلَيْهَا تَعْمِيما) لَا تَطْرِيفًا (بِحِنَّاءٍ) وَأَمَّا بِغَيْرِهَا مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ التَّزَيُّنُ كَالتَّطْرِيفِ فَلَا يُقَالُ إِنَّهُ يُسَنُّ بَلْ لَا بَأْسَ بِهِ (وَيَحْرُمُ) الْخَضْبُ بِالْحِنَّاءِ (عَلَى الرِّجَالِ) لِأَنَّ فِيهِ تَشَبُّهًا بِالنِّسَاءِ (إِلَّا لِحَاجَةٍ) كَمُدَاوَاةٍ (وَيُكْرَهُ نَتْفُ الشَّيْبِ) لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، كَمَا يُحَرَّمُ خَضْبُ الشَّيْبِ بِالسَّوَادِ عَلَيْهِمَا.

بَابُ الْوُضُوءِ

هُوَ بِضَمِّ الْوَاوِ اسْمُ للْفِعْلِ وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا، وَبِالْفَتْحِ اسْمٌ لِمَا يَتَوَضَّأُ بِهِ، وَهُوَ اسْمُ مَصْدَرٍ، وَالْمَصْدَرُ التَّوَضُّؤُ

٢- أنوار المسالك

9